خبراء يطالبون بإعادة النظر في قوانين مخططات شغل الأراضي والتوجيه أكد المتدخلون أول أمس في المنتدى الدولي الأول حول الإطار المبني المستدام في البحر الأبيض المتوسط بقاعة المحاضرات بجامعة جيجل، والذي شارك فيه أزيد من 120 أستاذا من دول البحر الأبيض المتوسط. على أهمية قطاع البناء في دعم التنمية المستدامة، مؤكدين بأن هذا القطاع هو رهان لمكافحة تغير المناخ، كونه هو أكبر مستهلك للطاقة بنسبة 43 بالمائة من الاستهلاك للطاقة النهائية وتمثل 25 بالمائة من انبعاثات غازات دفينة على مستوى دول البحر الأبيض المتوسط، مثلا مكيف يستهلك طاقة يطلق غازات خطيرة ويمكن الاستغناء عليه لو اعتمدنا مواد بناء إيكولوجية توفر الراحة داخل المسكن من حرارة وصوت وغيرها، وفي هذا الصدد أشار الأستاذ عمار بوالشعير مدير مخبر بحث البناء والمحيط بجامعة جيجل، بأنه لابد أن نلجأ إلى استعمال مواد بناء إيكولوجية للحفاظ على البيئة والمحيط سيما وأن بعض الأساتذة القادمين من فرنسا وتونس تطرقوا في مداخلاتهم إلى أفكار جديدة تتعلق بالمدن الافتراضية والرقمية وكيفية خلق أحياء مندمجة في حين الجزائر لاتزال لم تتحكم حتى في أدوات التعمير وعناصر الديكور الجمالي. وتشكل كل بنايات الجزائر خطر كبير على البيئة وتلويثها في ظل غياب سياسة واضحة في هذا الإطار. كما تطرق البعض أيضا إلى غياب نمط معماري خاص بالجزائر على عكس حتى دول الجوار كتونس والمغرب. كما أعاب المتدخلون على الدولة عدم وجود رقابة فعلية وفعالة للبناء والتعمير لمراقبة أدواتها واللمسة الجمالية لها التي توجد في حالة كارثية.