قدم، مساء أول أمس، المخرج الجزائري طارق تقية، فيلمه الموسوم ب”ثورة الزنج”، بقاعة ابن زيدون بالعاصمة، أمام المهنيين ومحترفي الفن السابع، بعد العرض الذي قدمه صبيحة نفس اليوم أمام وسائل الإعلام الوطنية، حيث حاول المخرج أن يقدم من خلال أحداث العمل قراءته للواقع العربي بعدسة التاريخ، خاصة وأن تقية اعتبر أنّ العمل حاول أن يربط في أحداثه بين روح المقاومة والثورات والمظاهرات في الأوطان العربية، وبعض الدول الأوروبية دون التركيز عليها كحدث. ينطلق الفيلم الذي أنتج في سنة 2013، في عرض أحداثه من خلال قصة صحفي جزائري يعرف باسم”ابن بطوطة”، الذي يكلف بمتابعة الأحدث التي تعيشها منطقة غرداية بالجزائر، حول الصراع الذي يحدث بين سكانها وحينها يلتقي بملثمين ويتحدث معهم وينطق أحدهم بكلمة تتمثّل في ”الزنج”، فيقرر بعد عودته إلى مقر عمله بالعاصمة، أن ينجز تحقيقا آخر حول ”ثورة الزنج” المستمدة من جماعة من السود قاموا بثورة ضدّ الدولة العباسية، حيث يقرر بطل الفيلم أن يسافر إلى معقل هذه الثورة ببلاد الرافدين، إلا أن مديرة المؤسسة الإعلامية التي يشتغل بها تمنعه من ذلك وتقرر إرساله إلى بيروت، لمتابعة الصراعات التي تحدث هناك بين الشعب اللبناني، وهو ما يستقر عليه”ابن بطوطة” في آخر المطاف.وتتوالى أحداث العمل، الروائي الثالث له المشاهد في رحلة طويلة تمتد إلى 135 دقيقة، عبر الزمن والمكان متنقلا بين عدة مدن من ضفتي المتوسط وأمريكا من خلال الأسفار الاستكشافية لبطل الفيلم، فيلتقي هناك ب”نهلة”ابنة أحد المناضلين الفلسطينيين الذي بقي رغم المنفى يجمع المساعدات لقضية وطنه وتأتي ابنته، التي ولدت في 1982 بعد مجازر صبرا وشتيلا، حاملة المساعدات المالية التي تبرع بها طلبة يونانيون ينتمون للنزعة الفوضوية، من خلال شخصية نهلة يعيد المخرج إلى الذاكرة بطلة فيلم بنفس العنوان للمخرج فاروق بلوفة عن القضية الفلسطينية. وفي هذا التذكير تكريم لهذا المخرج المتميز وأيضا تأكيد على استمرارية النضال والثورة في ظل الظروف الجديدة التي فرضتها العولمة. واعتبر تقية، أنّ العمل الذي يحاكي مظاهر الثورة تم الشروع في تحضيره في 2010، وأنه لا علاقة له بما يعرف ب”الربيع العربي”، الذي عرفته المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، كما أكد على أن العمل سيشارك في المنافسة الرسمية للمهرجان المغاربي الثاني للسينما الذي سيقام بالجزائر العاصمة من 4 إلى 11 جوان الجاري بالعاصمة. يذكر أنّ الفيلم أنتج سنة 2013، وشارك في أداء الأدوار ثلة من الممثلين الجزائريين والأجانب أمثال فتحي غراس، ديانا صبري، أمد حافظ، جون بيك وآموس بو.