كشفت دراسة طبية حديثة أن الجزائر تعاني من ارتفاع في نسبة الإصابات بأمراض الغدد الصماء، حيث يعيش ما يقارب 40 بالمائة من المصابين في صراع مرير مع المرض في غياب الإمكانيات الطبية التي تتطلب التكفل الجيد بالمصابين. يحصي المختصون 1300 حالة إصابة جديدة بسرطان الغدد الصماء سنويا، حيث ذكر الأستاذ مراد سمروني رئيس مصلحة أمراض الغدد الصماء بمركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري، أنّ سرطان الغدة الدرقية لا يعتبر من الإصابات التي تؤثر على الأشخاص، خاصة أن نسبة الشفاء منه عالية جدا ولكن وجبت معاينة للداء و تشخيصه لتفادي تطور المرض إلى درجات خطيرة قد تعقد الأمر في معالجتها والقضاء عليها. وأضاف سمروني أنّ ثمة اتجاه إلى تطبيق منهج شامل يتصدى لمختلف حالات سرطان الغدد الصماء في الجزائر، علما أنّ ثلثي الإصابات يمكن علاجها نهائيا إذا تم تشخيصها مبكرا وتوصل الأطباء إلى علاجها في مراحلها الأولى، طالما أنّ هناك معدل إيجابي بواقع 9 أشخاص يتماثلون للشفاء دوريا من مجموع عشرة مرضى. وذكر سمروني إن الإصابة بسرطان الغدة الدرقية قد عرف ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع العدد إلى حدود 200 حالة جديدة في السنة، إذ قفز من 12 حالة قبل عشريتين إلى 200 حالة، وهو الأمر الذي يستدعي توخي الحذر، خاصة أن الجزائريين لا يتناولون مادة اليود بنسبة وفيرة، ما ينعش الخلايا السرطانية في الغدة الدرقية بحكم أن هذه الأخيرة تتأثر بذلك. ولم يستثن العامل الوراثي الذي له تأثير كبير في انتشار هذا الداء. من جهة أخرى، أكد البروفيسور سمروني أن نسبة الشفاء التام من سرطان الغدة الدرقية وصلت إلى 70 بالمائة باعتبار أن هناك مراحل يتم من خلالها السيطرة على الداء. وعن أعراض المرض يقول البروفيسور سمروني:”غالبا لا تظهر أعراض سرطان الغدة الدرقية في مراحل المرض المبكرة، لكن الورم السرطاني في الغدة الدرقية قد يسبب الأعراض التالية، كتلة تظهر تحت الجلد يمكن تحسسها عند لمس منطقة الرقبة، ظهور تغيرات في الصوت، تشمل بحة تتفاقم باستمرار، مشاكل في البلع، آلام في الرقبة والحلق، وانتفاخ الغدد اللمفاوية في منطقة الرقبة. ودعا الأستاذ مراد سمروني، رئيس مصلحة أمراض الغدد الصماء، إلى ضرورة توفير الإمكانيات اللازمة لمحاربة هذا الداء من خلال اعتماد نمط معين في التشخيص والعلاج وتوفير الأدوية اللازمة، وتوفير التحاليل الضرورية للكشف المبكر عن الداء وانتهاج استراتيجية محددة ومخطط خاص للتكفل بالمرضى. للإشارة فإن خلايا الغدة الدرقية، التي هي عبارة عن غدة تشبه الفراشة في شكلها، موجودة في قاعدة الرقبة، تحت تفاحة آدم ”جوزة الحلق” بقليل. تنتج الغدة الدرقية هرمونات وظيفتها تنظيم معدل نبض القلب، ضغط الدم، درجة حرارة الجسم والوزن ومن الملاحظ - يضيف البروفيسور - في السنوات الأخيرة.