حقق أول أمس المنتخب الجزائري تأهلا تاريخيا في منافسة كأس العالم المقامة بالبرازيل بعد كسبه تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية واستطاع أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أن يرفعوا التحدي في مواجهة الحسم أمام المنتخب الروسي بعد أن حقق نقطة التعادل التي كانت تكفي التشكيلة الوطنية لعبور الدور الثاني وهو ما تجسد فعلا بفضل الإرادة والعزيمة التي تحل بها رفقاء حليش طيلة 90 دقيقة ورغم الضغوط الكبيرة التي فرضت على المنتخب الجزائري في الفترة التي سبقت لقاء روسيا إلا أن النخبة الوطنية لم تتأثر بهذه المعطيات بل إن التشكيلة زادت من عزيمته من أجل تحقيق تأهل تاريخي والذي سيبقى في ذاكرة الجزائريين بعد أن فشل الخضر في تحقيق هذا الطموح في نهائيات كأس العالم السابقة في أعوام 82، 86 و2010. الأنصار احتفلوا مطولا بالإنجاز التاريخي بكورتيبا وليلة بيضاء عاشها الجزائريين الهدف الأول للمنتخب الروسي لم يؤثر على الخضر ورغم أن الهدف الأول الذي سجله المنتخب الروسي في الوقت المبكر من المرحلة الأولى جاء في وقت حساس ولم يكن في حسابات رفقاء مبولحي إلا أن التشكيلة الوطنية لم تتأثر بهدف السبق بل ظل اللاعبين متماسكون ومتضامنون حتى أتى الفرج في المرحلة الثانية بعدما تمكن سليماني من تعديل النتيجة في الدقيقة 60 وهو الهدف الذي حرر كثيرا كتيبة الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش من الناحية المعنوية بدليل الانتفاضة التي سجلها فيما تبقى من فترات المواجهة حيث كاد الخضر أن يضاعفوا الفارق لولا الحظ ونقص التركيز الذي طال لاعبي المنتخب حليلوزيتش يوفق في خياراته مجددا ونصائحه في الشوط الثاني أتت بثمارها ورغم أن إرادة اللاعبين وعزيمتهم صنعت الفارق في حسم موقعة روسيا ومن ثمة كسب ورقة التأهل إلا أننا يجب أن لا نتجاهل خيارات الناخب الوطني وحيد حليلويتش التي كانت موقفة إلى حد كبير سيما في المرحلة الثانية وهو ما سمح للخضر بالعودة في النتيجة وتحقيق النقطة التي كان يبحث عنها رفقاء بلكالام، فضلا على أن نصائح مدرب الخضر وتوجيهاته خلال الشوط الثاني مكنت اللاعبين من دخول المواجهة بوجه آخر وهو ما يعني أن حليلوزيتش أبرز لمسته في مواجهة أول أمس كما حصل ذلك في لقاء كوريا الجنوبية. التعب والارهاق نال من التشكيلة ولحسن الحظ التعادل جاء في وقت حساس كما كان متوقعا عانت التشكيلة الوطنية من التعب والإرهاق خاصة في المرحلة الأولى التي عرفت مبادرة من المنتخب الروسي الذي بسط سيطرته على معظم فترات اللقاء ورغم أن حليلوزيتش خاض اللقاء بنسبة التركيبة التي شاركت أمام كوريا الجنوبية عدا المدافع بلكالام الذي خلف بوقرة إلا أن التشكيلة الوطنية وجدت صعوبات كبيرة في الحفاظ على نسق المبارة ولحسن حظ حليلوزيتش أن أشباله عرفوا كيف يعودون بقوة خلال المرة الثانية التي كانت من جانب العناصر الوطني التي بدت أكثر تنظيما سيما في الدفاع الذي يبدو أنه تدارك الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها خلال مواجهتي بلجيكاوكوريا الجنوبية. مبولحي يتألق مجددا وجابو أقلق دفاع المنافس وماندي تحرر في الشوط الثاني جدد حارس الخضر تألقه في لقاء أول أمس أمام المنتخب الروسي أين أنقذ شباكه ومرماه من عدة أهداف حقيقية وكان مرود مبولحي في المستوى طيلة 90 دقيقة رغم الهدف الأول الذي تلقته شباكه في بداية اللقاء من المنافس وكانت النتيجة أن تكون أثقل على منتخب الوطني لولا يقضته وتألقه في إبعاد الكرات وهو ما أعطى ثقة لزملاءه فيما بعد ومنحهم قوة معنوية تجسدت في آخر المطاف بهدف ثمين وغالي من سليماني الذي قاد الخضر إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ مشاركة المنتخب في العرس العالمي يأتي تألق مبولحي في الوقت الذي برهن مجددا أيضا جابو الذي جدد فيه البوسني الثقة في خدماته في لقاء روسيا وقد أدى مهاجم الإفريقي التونسي مبارة جيدة بدليل أنه كان السم القاتل لمرمى المنافس قبل أن يتم استبداله في الشوط الثاني بعد التعب والإرهاق الذي نال منه في المقابل كان ماندي من بين أحسن العناصر التي تألقت في الشوط الثاني حيث ساهم بقسط كبير في الهجمات التي صنعها المنتخب رغم أن لاعب رامس لم يدخل المبارة في بدايتها في مستواه المعهود. سليماني المنقذ دائما وفيغولي يتحدى الإصابة إلى غاية نهاية اللقاء ورغم الانتقادات والفترة الصعبة التي مر بها بعد لقاء بلجيكا إلا أن مهاجم الخضر إسلام سليماني عرف كيف يتجاوز هذه الفترة ويسجل انتفاضة قوية حيث أن مهاجم سبورتينغ لشبونة سجل حضوره أساسيا في لقاء كوريا الجنوبية أين ساهم في قيادة الخضر إلى الفوز الساحق برباعية كاملة بعد إمضاءه الهدف الأول قبل أن يؤكد مجددا في لقاء روسيا أين سجل هدف التعادل الذي كان له وزنا كبيرا طالما أنه كان وراء تأهل المحاربين إلى الدور الثاني لأول مرة في التاريخ وكان سليماني قد حصل على جائزة أحس لاعب في مناسبتين متتاليتين أمام كوريا الجنوبية وأمام روسيا أول أمس. الخضر حققوا هدفهم والإقصاء أمام ألمانيا سيكون بحد ذاته إنجازا سيصطدم الخضر بالمنتخب الألماني في الدور الثمن النهائي المقرر يوم 30 جوان الجاري بمدينة بورتو أليغري ليعيد التاريخ نفسه بعد أن تقابل المنتخبين في مونديال إسبانيا عام 1982 والتي قهر بها كما هو معلوم زملاء بلومي وماجر أرمادة الماكينات الألمانية في لقاء مازال في أذهان بلاد هلتر الذين تواطئوا بعدها من أجل إقصاء الجزائر بعد قضية المؤامرة بما يدعي بفضيحة التأمر بين ألمانيا والنمسا وبالتالي فالفرصة تبدو مواتية لرفقاء فيغولي لرد الاعتبار والثأر لأنفسهم من كتيبة لوف ولم لا تكرار إنجاز 82 والعبور هذه المرة إلى الدور الربع النهائي ولو أن الإقصاء مع رفقاء مولر في كافة الأحوال لن يكون سيئا للتشكيلة الوطنية بل سيكون إنجازا طالما أن الجزائر حققت هدفها بالتأهل للدور الثاني والذي حددته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في وقت سابق مع المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش. الجزائر عليها أن تفتخر كثيرا بإنجازها لأن إسبانيا، إنجلترا وإيطاليا فشلوا في التأهل ولعل الشيء الذي يشعرنا بأن تأهل الخضر كان إنجازا كبيرا هو أن المنتخبات التي تدعى بالكبيرة فشلت حتى في عبور الدور الأول في صورة إسبانيا بطلة العالم التي يبقى خروجها المبكر إحدى مفاجآت العرس العالمي بالبرازيل وهو الحال أيضا بالنسبة لانجلترا وإيطاليا ومن حق رفقاء حليش أن يتغنوا كثيرا بهذا المكسب الذي حققوه في البرازيل بعد فوز وتعادل وهزيمة وهي النتائج التي لم تكن في حسبان أغلب المتتبعين الذين اعتبروا الخضر في وقت سابق بمثابة الحلق الأضعف في المجموعة الثامنة لكن الجزائر عرفت كيف تقلب الموازين وتسجل حضورها ضمن الكبار في الدور الثمن النهائي. حليلوزيتش يحقق ما لم يحققه لا خالف ولا سعدان استحق الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أن يكون بطل ملحمة كورتيبا كيف لا وهو المدرب الوحيد الذي قاد المنتخب الجزائري إلى الدور الثاني من منافسة كأس العالم في تاريخ مشاركات الخضر هذا بعدما فشل سابقيه في تحقيق هذا الهدف في إشارة إلى المدرب خالف محي الدين الذي أشرف على الخضر في مونديال إسبانيا وكذا رابح سعدان في مناسبتين عام 1986 في مونديال ميكسيكو وعام 2010 بمونديال جنوب إفريقيا..لكن المدرب البوسني ورغم أنه كان أكبر المتشائمين قبل بداية العرس العالمي بالبرازيل بخصوص حظوظ الخضر إلا أن حليلوزيتش عرف كيف يعيد البسمة في النهاية إلى الجزائريين وقد لقي الأخير مساندة كبيرة من قبل أنصار الخضر الذين تغنوا به كثيرا بعد اللقاء.