دافع الروائي أمين الزاوي، في لقاء نظمته الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بالمكتبة الوطنية، عن الغنى اللغوي للجزائر، معتبرا بأنّ هذا التنوع هو الذي يحصن الثقافة الجزائرية من النمطية التاريخي”. وأكد الزاوي أنّ ما يقدمه هو اجتهاد خاص يحتاج إلى النقاش والمراجعة. وذكرّ الزاوي، أول أمس، في محاضرة نشطها بعنوان ”لغات الإبداع والقراءة في الجزائر المعاصرة” أنّ الوطنية ليست مرتبطة باللغة إنما بالفكر والموقف وبالدفاع عن الجزائر المتعددة والمستقلة”. ودافع أمين الزاوي عن ترسيم اللغة الأمازيغية متسائلا ”ماذا قدمنا لهذه اللغة على مستوى الإبداع والثقافة”، مضيفا أنّ اللغة تحتاج إلى إبداع وليس إلى سياسة. ودعا الزاوي إلى ضرورة مراجعة موقع اللغة الفرنسية في الجزائر الذي يجب أن يكون سوسيوثقافيا وليس سياسيا وايدولوجيا”، معتبرا أنه هناك فرنسية جزائرية تلبس ذاكرة أخرى لا يمكن لقارئ باريسي أن يفهم أو يفك رموزها. وانتقد المحاضر الترجمات العربية للأدب العالمي ونبه أن ”اللغة الفرنسية عين على المنتوج الثقافي الإنساني بسبب الترجمة المتواصلة إليها”. وفي ذات السياق أشار الزاوي إلى أن التركيز على مسألة الهوية ”أحيانا يصبح قاتلا”، مضيفا أن ”كل الهويات غير الكاملة وتامة وهي متنقلة وراحلة”، مؤكدا أن ”الجزائر غنية بنخبها التي تحتاج إلى تواصل بينها دون أحكام مسبقة أو عقد”. وانتقد الزاوي غياب ”ثقافة النقد لدى المثقف المعرب”، وهو ما أفرز برأيه ”ثقافة الغضب أو الولاء” لدى مثقف وصفه بأنه ”يخشى من الشريك الوطني في الإبداع”. وقال الزاوي أن ”الأديب” في اللغة العربية يأخذه أحيانا طابع ”الفقيه”، حيث يتحول ”الدين إلى سلطة إيديولوجية داخل النص”، مستثنيا الكتّاب الجدد الذين انتقلوا إلى البحث عن الآخر بعد الخوف منه”. وبشأن وضعية الكتاب في الجزائر قال صاحب ”السماء الثامنة” أن ”الكاتب باللغة الفرنسية مخطوط في الجزائر مقارنة بالكاتب بالعربية”. وهاجم المدير الأسبق للمكتبة الوطنية معارض الكتب الجزائرية التي تجلب - حسبه - ”خردة الكتب المشرقية التي تشكل عقلا خردة في النهاية، معتبرا أن مسؤوليته كمثقف توجب عليه أن يعلن أن ”هناك خطر من هذه الكتب”. وكشف الزاوي خلال المحاضرة أنه يعكف على دراسة لغة الحوار في مختلف الوسائط للوقوف على ميزاتها، مشيرا أن ما قدمه هنا يستثني ذلك ويتعلق فقط بالقراءة والكتابة وليس باللغة في الصحافة. يذكر أن الروائي أمين الزاوي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، وهو أستاذ جامعي وله مساهمات مهمة في الترجمة والنقد الثقافي.