1/ لا حظنا إذ كنا نبحث عن تاريخ القضاء زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أن حالة القضاء ذلك الوقت لا يخلو من غموض وإبهام يصعب معها البحث، ولا يكاد يتيسر معها الوصول إلى رأي ناضج، يقره العلم وتطيب به نفس الباحث. لاشك أن القضاء بمعنى الحكم في المنازعات وفضها، كان موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كما كان موجودًا عند العرب وغيرهم، فبل أن يجيء الإسلام، وقد رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصومات فقضى فيها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:”أنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً بقوله، فإنما أقطع له قطعة من النار، فلا يأخذها”(رواه البخاري كتاب الشهادات). وفي التاريخ الصحيح شيء من قضائه عليه السلام فيما كان يرفع إليه، ولكنا إذا أردنا أن نستنبط شيئا من نظامه صلى الله عليه وسلم في القضاء نجد أن استنباط شيء من ذلك غير يسير، بل غير ممكن، لأن الذي نقل إلينا من أحاديث القضاء النبوي لا يبلغ أن يعطيك صورة بينة لذلك القضاء ولا ما كان له من نظام، إن كان له نظام. 2/ لا حظنا أن حال القضاء زمن النبي صلى الله عليه وسلم غامضة ومبهمة من كل جانب، حتى لم يكن من السهل على الباحث أن يعرف هل ولى صلى الله عليه وسلم القضاء أم لا. ..يتبع