مازال السكن الريفي الحلقة الأضعف في ما تشهده بلدية سيدي معروف بجيجل من حركية تنموية، على اعتبار أن المواطنين المحتاجين لهذا النوع من السكن وجدوا صعوبة كبيرة في الحصول عليه، لاسيما أنهم يقطنون بقرى ومداشر وحرموا سابقا من السكنات الاجتماعية التي وزعت بالبلدية تباعا خلال السنوات الماضية. مرد ذلك، حسب ماعلمناه من المواطنين، هو صعوبة الحصول على شهادة الحيازة، والتي تعد الوثيقة الأم في ملف الحصول على سكن ريفي. وفي هذا السياق يناشد المواطنون المعنيون والي الولاية التدخل لمعالجة هذه المعضلة أمام عجز السلطات البلدية، غير القادرة تماما على تسوية وضعية طالبي السكن الريفي. من جانب آخر، يعاني مواطنو غزالة وقرية غار الديبة من متاعب يومية ناجمة عن اهتراء الطريق الذي يربط القرية بالبلدية، على مستوى محور سيدي الزروق، حيث يصعب المرور عبره بسبب كثرة الحفر العميقة به وكذا انجرافه. وفي هذا السياق كشف بعض مواطني المنطقة ل”الفجر” أن سكان القرية قد سبق لهم في العديد من المرات الإتصال برئيس البلدية من أجل إيجاد حل لهذا المشكل، إلا أن المجلس الشعبي الحالي لم يحرك ساكنا لحد الآن وأملهم كبير في السلطات المحلية للقضاء على مختلف معضلاتهم، إذ أن محور الطريق الذي أزداد وضعه سوء لايتجاوز طوله 3 كيلومترات. وأوضحوا لنا أنهم يتفهمون محدودية إمكانات البلدية، لذلك يطالبون بإعادة تعبيده أو على الأقل إصلاحه في الوقت الحالي ووضع حد لانجراف التربة على حواف الطريق المذكور بغية تسهيل تنقل المواطنين الى بلدية سيدي معروف لقضاء حوائجهم وكذا للدراسة بالنسبة لتلاميذ التعليم الثانوي. كما تعاني العائلات القاطنة بجواره من مشكلة الغبار المتطاير من الطريق، حيث حول حياتهم الى جحيم، إذ يصعب عليهم فتح أبواب ونوافذ البيوت والنتيجة غياب التهوية. أما بالنسبة للتجار فحدث ولاحرج، حيث توقف عديدهم عن النشاط وخاصة بالنسبة للمطاعم والمقاهي، وهو ماتسبب في توقف بعض الشباب عن العمل. ولم يفهم مواطنو القرية حرمانهم من الاستفادة من الغاز الذي استفادت منه عائلات وسط المدينة وضواحيها، رغم أن شبكة هذه المادة الحيوية لا تبتعد كثيرا عن بيوت القرية. لتبقى معاناة السكان مع قارورات الغاز متواصلة، والتي تزداد كلما حل فصل الشتاء. أما بالنسبة للسكن الريفي فحدث ولاحرج، حيث يقول قاطنو القرية أنهم حرموا نهائيا من هذا النوع من السكن رغم أن منطقتهم ذات طابع ريفي بامتياز، كما يعانون من غياب المرافق الخدماتية سواء كانت إدارية أو صحية أو تعليمية، إذ يتنقلون يوميا إلى مركز البلدية على مسافة 10 كلم لاستخراج مختلف الوثائق الإدارية، ويستفيدون من الخدمات الصحية بعد تنقلهم إلى المركز الصحي لسيدي الزروق أو عيادة بلدية سيدي معروف أو مستشفى منتوري بالميلية. وفي ذات الوقت لا تتوفر القرية إلا على مدرسة ابتدائية، حيث يضطر تلاميذ المتوسط إلى التنقل لمتوسطة قرية الشكريدة وتلاميذ الثانوي إلى ثانوية خنشول بمركز البلدية، مستعملين النقل العمومي في غياب النقل المدرسي، إذ كشف عدد من أوليائهم أن فلذات أكبادهم يدفعون يوميا أموالا من جيوبهم للوصول إلى مقاعد الدراسة، وهنا يتساءلون عن ضياع أحد حقوقهم الأساسية المتعلقة بالنقل المدرسي. مشكل قرية غار الديبة يمكن إسقاطها على قرية ساسنان التي تبعد بحوالي 12 كلم عن مركز بلدية سيدي معروف، حيث يشتكي قاطنوها من غياب الماء الشروب ومرافق التعليم بما فيها المدارس الابتدائية، ناهيك عن ارتفاع أسعار النقل. كما لاتتوفر المنطقة على الغاز وقاعة العلاج، ما يضطر السكان إلى التنقل لقاعة البحاير البعيدة عن بيوتهم. وقد علمنا من إدارة البلدية أن مشروع تهيئة طريق سيدي الزروق قد أسند لأحد المقاولين، وقد شرع مند أشهر في تهيئته ولم تصل الأشغال بعد إلى نهايتها بسبب التأخر الذي يشهده.