الطائرة كانت تحلق على علو 9000 متر ولا يمكن استبعاد أي فرضية فيما يخص الحادث أكد وزير النقل، عمار غول، لدى حلوله بعاصمة مالي، باماكو، أمس، أن القانون الدولي ينص في مثل الحالات المتعلقة بحادث تحطم الطائرة المستأجرة من جانب شركة الخطوط الجوية الجزائرية في مالي الخميس الماضي، على أن ”مسؤولية التحقيق تعود للبلد الذي وقع فيه الحادث”، وجدد التأكيد على أن ”مسألة التحقيق واجراءات نقل الجثامين ليست بالأمر السهل بالنظر إلى صعوبة المسلك الرابط بين حدود مالي وبوركينا فاسو، مشيرا إلى أن مطار غاو ”مغلق في وجه الملاحة الجوية”. أضاف غول، في تصريح ل”واج”، أن لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة المنكوبة ”هي الوحيدة المؤهلة لتحديد أسباب الحادث وتقديم النتائج الرسمية”، مشيرا إلى أن القانون الدولي ينص في مثل هذه الحالات على أن مسؤولية التحقيق تعود للبلد الذي وقع فيه الحادث، وأوضح أن مالي ستعمل بالتعاون مع الهيئات والبلدان المعنية ومن بينها الجزائر التي لن تدخر أي جهد لإنجاح التحقيق، ودراسة مسألة نقل الجثث إلى أرض الوطن”. وتابع المتحدث بأنه سيتم إرسال العلبة السوداء التي تم العثور عليها إلى منظمة الطيران الدولي، مضيفا أن الجزائر ”ستلجأ إلى كل الوسائل قصد التنسيق مع الأطراف والدول المعنية”، وحول وضعية الطائرة أكد الوزير أن الطائرة وهي من طراز ”أم. دي. دي 83”، ”ماك دونل دوغلاس”، ”حائزة على كل التأشيرات والرخص الأوروبية والدولية”، وأن الطائرة قامت ب5 رحلات على نفس الخط. وأبرز الوزير غول، أن الطائرة كانت تحلق على علو يزيد عن 9000 متر، قبل أن تسقط في منطقة تبعد عن مطار باماكو بنحو 800 كلم، وواصل أن الأسباب الحقيقية للحادث ”لن تعرف إلا بعد الانتهاء من التحقيق حول ظروف وقوع الحادث”، مشددا على أن كل المعطيات المتعلقة بالحادث هي الآن قيد التحليل من قبل الأطراف المعنية، وسيتم تقديمها للجنة التحقيق طبقا للقانون والأعراف المعمول بها دوليا في مثل هذه الظروف، وأشار إلى أنه ”سيتم إرسال العلبة السوداء التي تم العثور عليها إلى منظمة الطيران الدولي”، وأن الجزائر ”ستلجأ إلى كل الوسائل قصد التنسيق مع الأطراف والدول المعنية”، وقال إنه ”لا يمكن استبعاد أي فرضية فيما يخص هذا النوع من الحوادث”. في المقابل، عرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية المساعدة في التحقيق، وذكر ”راديو سوا” الأمريكي، أن مساعدة المتحدثة باسم الخارجية، ماري هارف، أعربت عن مواساتها وتعازيها ”العميقة لجميع من تأثروا بهذه المأساة الرهيبة”، وقالت إن ”أفكارنا وصلواتنا مع عائلات من لقوا حتفهم”، مشيرة إلى أنه لم يكن من بين الركاب أي أمريكي. من جانبها، وزارة الخارجية الفرنسية، كشفت عن استنفار اجهزتها الدبلوماسية وعلى وجه الخصوص إنشاء مراكز أزمات بسفاراتها في الجزائر، بوركينا فاسو، ومالي، للمساهمة بكل الوسائل في التحقيق، وأبقت على أبواب الاتصال مفتوحة مع رمطان لعمامرة، وزير الخارجية. العثور على الصندوق الأسود الثاني قالت الأممالمتحدة، أمس، إن خبراء تابعين لها حددوا موقع الصندوق الأسود الثاني للطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من إسبانيا، وتحطمت في مالي الخميس الماضي. وتشير أدلة أولية أخذت من موقع تحطم الطائرة إلى أنها انشطرت لدى ارتطامها بالأرض. وقد قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يوم الجمعة، إنه عثر على الصندوق الأسود الأول، وسيجري تحليل ما به من تسجيلات. بسبب ارتطام الطائرة في المرة أولى بالأرض قبل أن ترتفع مجددا لتسقط في نقطة أبعد تناثر أشلاء الضحايا يصعب مهمة المحققين أفاد المسؤول في الرئاسة في بوركينا فاسو، الجنرال جيلبير ديانديري، أنه من الصعب انتشال أي شيء، بما في ذلك جثث الضحايا، كون هذه المهمة صعبة جدا، بسبب العثور على أشلاء الضحايا متناثرة في موقع الحادثة. وحسب المعلومات الأولية التي أدلى بها الجنرال ديانديري، فإنه تم ملاحظة تبعثر حطام الطائرة على امتداد 500 متر، غير أن الملاحظ هو ارتطام الطائرة في المرة أولى بالأرض، قبل أن ترتفع مجددا لتسقط في نقطة أبعد. وتشير معلومات سلطات بوركينا فاسو وفرنسا، أنه لم يكن هناك مشبوهين بين الأشخاص المسجلين على متن الطائرة. وترى صحيفة ”الموندو” الإسبانية، أن فرنسا تعد أكبر المتضررين من الحادث، بعد مقتل 51 فرنسيا كانوا على متن هذه الطائرة ”القديمة الصنع”، حيث دخلت الخدمة في عقد التسعينات من القرن الماضي، وعرفت أعطابا كثيرة في السنتين الأخيرتين، وجرى إصلاحها في ورشة الصيانة بمطار الجزائر، بعد أن استأجرتها هذه الأخيرة من إسبانيا، تضيف الصحيفة الإسبانية. خيرة طيب عتو/ أ. لونيسي/ خ. قوجيل