وصل محققون فرنسيون، السبت، إلى شمال مالي للبدء في التحقيق حول حادث تحطم الطائرة الجزائرية (AH 5017) التي تحطمت الخميس وعلى متنها 118 مسافرا، بالتزامن جرى العثور على الصندوق الأسود الثاني، في حين وصل ممثلو الضحايا أيضا، وسط تفاعلات متسارعة. أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، أنّ حوالي عشرين دركيا وشرطيا فرنسيا وفريقا من المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليلات، وصلوا إلى مكان تحطم الطائرة، السبت، حيث سيعملون على التعرف على جثث الضحايا، وتلوح مهمة المحققين الفرنسيين صعبة جدا بسبب تفكك الطائرة . وقال هولاند: "عثرنا على صندوق أسود" نقله إلى غاو العسكريون الفرنسيون الذين تولوا تأمين المنطقة، موضحا أنّ كل الفرضيات قيد الدراسة سيما الأحوال الجوية لتحديد أسباب الحادث. كما نقلت مراجع إعلامية فرنسية أنّ خبراء البعثة الأممية في مالي (المينيسوما) عثروا على الصندوق الأسود الثاني مثلما أكدته "راضية عاشوري" المتحدثة باسم البعثة، التي ذكرت أنّ الصندوق إياه وُجد صباح السبت في محيط حطام الطائرة بمنطقة غوسي (100 كلم شمالي غاو)، ووصفت عاشوري الأمر ب"التطور الايجابي الذي سيساعد كثيرا". وعلى منوال الصندوق الأسود الأول، سيتم نقل العلبة الثانية إلى مقر مركز التسيير التقني للعمليات بغاو، مضيفة: "كل ما سيتم العثور عليه وله علاقة بحادث الطائرة سيُنقل إلى غاو"، مسجّلة أنّ سلطات الدول المعنية ستقوم بما هو لازم. في غضون ذلك، حضر ممثلو الضحايا ال 118 إلى مكان الكارثة، ويتعلق الأمر بمندوب من فرنسا وآخر من لبنان وثالث لعائلات بوركينا فاسو، حيث وصلوا بعيد الساعة التاسعة (بالتوقيتين المحلي وغرينيتش) على متن مروحية إلى منطقة غوسي التي تبعد مئة كلم عن غاو (شمال شرق مالي). وأعلنت حكومة بوركينا فاسو قرارها نقل عدد قليل من ممثلي الضحايا إلى مكان الحادث بعد عودة وفد بقيادة الرئيس بليز كومباوري الذي زار الموقع، وأعلن جيروم بوغوما وزير الإدارة والأمن البوركينابي "أبدينا رغبتنا في حضور ممثلين للعائلات الفرنسية واللبنانية والبوركينابية (...) لان ليس لدينا مقاعد كثيرة"، وأضاف "اننا نبذل كل ما في وسعنا كي تتمكن العائلات من معرفة ما جرى على الأرض". أشلاء بشرية متناثرة قال الجنرال جيلبير ديانديري المسؤول العسكري في رئاسة في بوركينا فاسو "من الصعب اليوم انتشال أي شيء، وحتى بالنسبة لجثث الضحايا، اعتقد انه من الصعب جدا انتشالها لاننا لم نر سوى أشلاء بشرية متناثرة على الأرض، والجنرال ديانديري عضو في الوفد الذي رافق الرئيس البوركينابي، وتابع المسؤول إنّ "الحطام مبعثر على مساحة 500 متر لكن لاحظنا أن هذا الأمر حدث لان الطائرة ارتطمت مرة أولى بالأرض قبل أن ترتفع مجددا لتسقط في موقع أبعد". وأظهرت صور التقطها جنود من فرنسا وبوركينا فاسو قطعا معدنية يصعب التعرف عليها منتشرة على امتداد عشرات الأمتار، وكانت الطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من شركة سويفت إير أقلعت من واغادوغو ليل الاربعاء الخميس متوجهة الى الجزائر وبعد خمسين دقيقة تحطمت في مالي في منطقة غوسي القريبة من الحدود مع بوركينا فاسو. في باريس، يُفترض أن يستقبل الرئيس فرنسوا هولاند عائلات الضحايا عصر السبت، مع الإشارة إلى أنّ الحادث أدى إلى مقتل عائلات بأكملها، بينها 3 عائلات لبنانية ورابعة فرنسية من بلدة جيكس (شرق فرنسا) حيث قضى عشرة أفراد من عائلة واحدة من ثلاثة أجيال، فيما لقي ستة جزائريين في الحادث بينهم طيار في الخطوط الجوية الجزائرية ورئيس مضيفين كانا في مهمة عمل في واغادوغو. وبسبب الكارثة، أعلنت مفوضية المحيط الهندي تأجيل عقد قمتها الرابعة التي كانت مقررة يوم السبت في موروني في جزر القمر، وقالت وزارة خارجية جزر القمر ان قرار التأجيل هو بادرة تضامن مع "فرنسا، العضو في منظمتنا الإقليمية وشريكتنا المتميزة"، ولم يحدد موعد آخر لعقد القمة. وقالت فلور بيليران الوزيرة المنتدبة للفرنسيين في الخارج التي زارت واغادوغو الجمعة أنه "لم يكن هناك مشبوهون بين الركاب المسجلين على متن الطائرة"، وذلك بحسب تحقيقات اجرتها سلطات بوركينا فاسو ومعلومات لدى فرنسا. وكان فريديريك كوفيلييه الوزير الفرنسي المنتدب لشؤون النقل صرّح: "استبعدنا منذ البداية احتمال تعرض الطائرة لصاروخ من الأرض، هذا أمر غير مرجح وحتى مستحيل" مذكرا بان "الأحوال الجوية كانت سيئة جدا". وغاو منطقة خطرة ما زال مقاتلون متعددو الجنسيات ينشطون فيها إلى جانب عصابات مجرمين ومهربين ينشطون مستفيدين من امتداد المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تصعب السيطرة عليها. وأعلنت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) أنها "ستبذل كل ما في وسعها" لتحسين الأمن الجوي الذي يظل اولوية بعد اسبوع اسود سقطت خلاله ثلاث طائرات ما أسفر عن مصرع 460 شخصا.