قتل ما لا يقل عن ستة عشر جنديا لبنانيا وأصيب 86 آخرون، في المعارك الدائرة بين الجيش اللبناني ومسلحين في بلدة عرسال الحدودية، في حين فقد 22 عسكريا حسبما أشارت إليه القيادة العامة للجيش اللبناني، كما تعرض موكب هيئة العلماء المسلمين القادم لبحث سبل وقف إطلاق النار إلى وابل من الطلقات نارية. وأكد رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، في كلمة ألقاها إثر جلسة استثنائية للحكومة، أنه لا إمكانية لحلول سياسية مع التكفيريين الذين يعبثون بمجتمعات عربية تحت عناوين دينية غريبة وظلامية، والذين تبينت نيتهم في نقل هذه الأفكار والممارسات إلى لبنان، بعد الهجمات الأخيرة التي يتعرض لها البلد. وكان موكب وفد ”هيئة العلماء المسلمين” الذي كان في طريقه لإجراء مفاوضات مع المجموعات المسلحة التي تسيطر على عرسال وتحتجز عددا من جنود الجيش وعناصر من الشرطة، قد تعرض، مساء الاثنين، إلى إطلاق رصاص خلال محاولته الدخول إلى بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، حيث أصيب رئيس هيئة العلماء سالم الرفاعي و4 أعضاء من الوفد بجروح، وكان الرافعي دعا قبل التوجه إلى البلدة إلى وقف إطلاق النار وإجلاء الجرحى وتسليم الجنود المختطفين وخروج المسلحين من عرسال لخارج الحدود، ودفع الفتنة التي يريد لها البعض أن تشتعل في أرجاء البلاد. كما انعكست المعارك في عرسال على شمال البلاد، حيث عمدت وحدات الجيش اللبناني إلى قطع الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار، وذلك عقب اندلاع مواجهات بين القوات الأمنية ومتظاهرين متضامنين مع أهالي عرسال. وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان، مساء الاثنين، الهجمات التي شنتها جماعات متطرفة عنيفة ضد القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي في بلدة عرسال الواقعة شرقي لبنان بالقرب من حدودها مع سوريا، حيث ذكر بيان صحفي صادر عن الأممالمتحدة بأن أعضاءه أعربوا عن دعمهم لجهود القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي في مكافحة الإرهاب وصد المحاولة الرامية إلى زعزعة استقرار لبنان.