اندلعت مواجهات وصفت بالعنيفة، مساء الاثنين، بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، في وقت شهدت مدينة طرابلس في شمال البلاد مناوشات بين القوات الأمنية ومحتجين.وفي موازاة المعارك المستمرة في محيط وجرود عرسال، وصل وفد من هيئة العلماء المسلمين إلى البلدة في محاولة للتفاوض مع المجموعات المسلحة التي تحتجز عددا من جنود الجيش وعناصر من الشرطة.وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الوفد وصل إلى "عرسال وسط اجراءات أمنية مشددة"، مشيرة من جهة أخرى إلى أن الجيش، الذي تقدم من محيط رأس السرج، طوق معظم التلال على السلسلة الشرقية في جرود البلدة.ودعت هيئة العلماء المسلمين على لسان رئيسها إلى "وقف إطلاق النار وإجلاء الجرحى وتسليم الجنود المختطفين وخروج المسلحين من عرسال لخارج الحدود، ودفع الفتنة التي يريد لها البعض أن تشتعل في أرجاء" البلاد.وكان الجيش أعلن، الاثنين، أن المعارك المستمرة منذ السبت، إثر اعتقال قوات الأمن قياديا من جبهة النصرة، أسفرت عن مقتل 14 جنديا وجرح 86 آخرين وفقدان 22 عسكريا، بينما قتل أكثر من 50 مسلحا معظمهم غير لبنانيين.والاثنين، أكد رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، أن "لا مهادنة" مع "الإرهابيين القتلة"، في إشارة إلى المسلحين، ودعا عقب جلسة استثنائية للحكومة فرنسا إلى تسريع تزويد الجيش بالأسلحة المتفق عليها بموجب صفقة ممولة من السعودية.وانعكست المعارك في عرسال في الشرق توترا في شمال البلاد، حيث عمدت وحدات الجيش اللبناني بقطع الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار، وذلك عقب اندلاع مواجهات بين القوات الأمنية ومتظاهرين متضامنين مع أهالي عرسال.