لقي جنديان من الدوريات التابعة لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بشمال مالي، "مينوسما"، حتفهما متأثرين جراء الهجوم الانتحاري الذي نفذه مسلحون دون أن تتبنى العملية أي جهة، وهو ما زاد من اضطراب الأوضاع قبل موعد الجولة القادمة للحوار بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية المسلحة. نفذ انتحاري هجوم بواسطة سيارة انفجرت بالقرب من قاعدة ”مينوسما” في قرية بر التي تبعد نحو 60 كيلومترا شرقي مدينة تمبكتو، أول أمس، أودى بحياة جنديين أمميين، وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة. وقال نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في مالي، أدان دافيد جرسلي، إنه لم تتبن أي جهة العملية الانتحارية، مشيرا إلى أن ذلك العمل الإرهابي، لن يثني من عزم ”مينوسما” في حفظ السلم والأمن بشمال مالي. وتضاف قائمة الضحايا في صفوف بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام إلى ثلاثة ضحايا أصيبوا في حادثين منفصلين قبل أيام بعد انفجار ألغام. ويتزامن الحادث مع التحضيرات التي تقوم بها الجزائر لاحتضان جولة أخرى من المفاوضات بين الحكومة المالية والحركات الأزوادية المسلحة، التي تعرضت هي الأخرى لانشقاقات في صفوفها بسبب تواصل الاقتتال والاشتباكات المسلحة بين بعض الفصائل الأزوادية. كما لا ينفصل الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له بعثة الأممالمتحدة بشمال مالي، وفتحها تحقيقا نهاية الأسبوع الماضي، في أصل الاشتباكات المسلحة بين الفصائل الأزوادية التي وقعت على اتفاقية وقف إطلاق النار. من ناحية أخرى، وفي إطار دعم جهود الاستقرار والأمن بشمال مالي، يواصل قادة الأحزاب السياسية المالية في باماكو، بحث آفاق السلم والمصالحة الوطنية، وذلك من خلال ورشة أطلقتها الحكومة الثلاثاء الماضي، حول مسلسل تسوية الأزمة في البلاد، بدعم من الأممالمتحدة، حيث تقوم الورشة على خلق إطار للتبادل يتيح التوصل إلى تفاهم تشاركي حول رهانات وتحديات تعزيز الوحدة الوطنية، والتشجيع على العيش الجماعي الذي يستوجب الأخذ في الاعتبار مجموعة من القيم من قبيل احترام التعدد والديمقراطية والحكامة الجيدة السياسية والإدارية وتشجيع العدالة وحماية حقوق الإنسان.