لقي مدنيان اثنان مصرعهما في هجوم انتحاري استهدف أمس معسكرا للجيش المالي بمدينة تومبوكتو في شمال شرق البلاد، بالإضافة إلى منفّذي الهجوم.وقال مصدر عسكري مالي إن "انتحاريين اثنين فجّرا السيارة التي كانا على متنها أمام معسكر للجيش بمدينة تومبوكتو، مما أدى إلى مقتلهما على الفور وإصابة مدنيين اثنين توفيا في مكان التفجير متأثرين بجراحهما". ويأتي هذا الهجوم الانتحاري في نفس الوقت الذي وصل فيه مبعوثان عن المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "الإيكواس" وآخر من القوة الأممية المنتشرة في مالي المعروفة اختصارا باسم "مينوسما"، إلى مدينة كيدال كبرى مدن الشمال المالي، للقاء أعيان المدينة ضمن مهمة سلام بين باماكو والفصائل المتمردة. وهي المهمة التي أملتها تطورات الوضع في شمال البلاد إثر عودة التفجيرات من جهة، وإعلان المتمردين التوارڤ عن تعليق للمفاوضات مع سلطات باماكو من جهة أخرى. وسيعقد كل من شياكا عبدو توري الممثل الخاص لمنظمة "الإيكواس" وعبد اللي باتيلي الرقم الثاني في بعثة "مينوسما" بالعاصمة باماكو، لقاءات مع أعيان المدينة في إطار مهمة السلام التي شرعا فيها دون أن يتم تقديم مزيد من التفاصيل حولها. وشهت مدينة كيدال كبرى مدن الشمال مساء الجمعة، هجوما بقنبلتين نفّذه مجهولون ضد قوة عسكرية مكلَّفة بتأمين أحد البنوك المحلية؛ حيث انفجرت قنبلة واحدة، مما تَسبب في إصابة جنديين اثنين. وأكدت مصادر عسكرية إفريقية من القوة الأممية المنتشرة في مالي "مينوسما"، الهجوم، وقالت إن عناصر من العملية العسكرية الفرنسية "سيرفال" و«المينوسما" انتقلت إلى مكان الهجوم لتفكيك القنبلة الثانية التي لم تنفجر. وفي مسعى لاحتواء الوضع قبل انزلاقه مجددا، أكدت الحكومة المالية استعدادها الدائم للتفاوض مع الحركات التارڤية المتمردة في شمال البلاد، ضمن مسعاها لتحقيق المصالحة الوطنية التي وضعها الرئيس المنتخب إبراهيم بوبكر كايتا ضمن أهم أولوياته في عهدته الرئاسية من خمس سنوات. وجاء تأكيد الحكومة المالية غداة إعلان كل من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى من أجل وحدة الأزواد إضافة إلى الحركة العربية للأزواد، في بيان مشترك موقَّع من قبل رؤساء هذه الحركات الثلاث، عن تعليقهم للمحادثات مع باماكو. وبرّرت الحركات الثلاث قرار التعليق بما وصفته ب "الصعوبات المتعددة التي تواجه تطبيق اتفاق واغادوغو، الناجمة خاصة عن عدم احترام السلطات المالية لالتزاماتها". وردّت حكومة باماكو على هذا الاتهام على لسان الرئيس الجديد بوبكر كايتا، الذي قال انطلاقا من نيويورك حيث يشارك في أشغال الجمعية العامة الأممية: "إننا بصدد القيام بكل ما يجب فعله"، واعتبر أن ما يحدث له علاقة بمسألة الثقة. ونفس الطرح عبّر عنه وزير المصالحة الوطنية وتنمية مناطق الشمال شيخ عمر ديارا، الذي اعتبر أنه لا يوجد هناك انعدام للثقة لدى السلطات الجديدة في باماكو مع الحركات المسلحة. لكنه أقر بالمقابل، أنه "ومنذ التوقيع على اتفاق السلام بواغادوغو شهر جوان الماضي، اندلعت مواجهات مسلحة، ولكن الحكومة المالية تبقى دائما مستعدة للتفاوض".