تعيش مدينة كيدال الواقعة بشمال مالي، بين نهاية الأسبوع الفارط و بداية هذا الأسبوع على وقع اضطرابات تهز مالي جيشا و شعبا، بسبب الهجومات التي شنتها جماعات إرهابية مختصة في العمليات الإنتحارية، تستهدف رجال الأمن، ضحاياها مدنيون. سجل الهجوم الانتحاري لجماعات إرهابية مسلحة يعتقد أنهم من عناصر "القاعدة"، الذي استهدف معسكراً للجيش المالي السبت الفارط، "ارتفاعا" في عدد القتلى، حيث ذهب ضحية هذا الإنفجار ثلاثة مدنيين من بينهم امرأة، إضافة إلى ما يزيد على عشرة جنود ماليين كانوا معتقلين في سجن بالقرب من المعسكر، وذلك وفق ما أكده مصدر محلي لصحراء ميديا. وقال مصدر محلي أن "الهجوم الذي استهدف معسكر الجيش المالي أودى بحياة اثنين من سائقي العربات ومعهم امرأة". وأضاف المصدر "كما قتل في سجن معسكر الشيخ سيدي البكاي، ما يزيد على خمسة عشر جندياً مالياً، كانوا يقضون عقوبة السجن إثر انتهاكات قاموا بها في حق المدنيين"، وأكد أيضاً "مقتل عدد من المدنين داخل السجن العسكري كما جرح عدد كبير من الجنود الماليين"، وفق تعبيره. وأشار المصدر إلى أن "الانفجار كان ضخماً وتسبب في تحطم المنازل القريبة من بوابة معسكر الشيخ سيدي البكاي الرئيسي". وقد شرع الجيش المالي منذ الهجوم في حملة اعتقالات واسعة شملت ذوي البشرة الفاتحة من العرب والطوارق، وأكد بعض الشهود العيان أن الجيش المالي اعتقل أربعة أشخاص من عرب تمبكتو واتهمهم ب"الانتماء إلى جماعة إرهابية". أطلق جنود من الجيش المالي النار، مساء أول أمس، على سيارة تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد، مما أسفر عن إصابة أحد مقاتلي الحركة بجروح وصفت بالخطيرة. وحسب ما أكدته مصادر محلية، فإن السيارة التي كانت تتحرك في مدينة كيدال، معقل المسلحين الطوارق، تعرضت لإطلاق نار من طرف الجيش المالي. وأشارت ذات المصادر إلى أن المقاتل الذي كان على متن السيارة وأصيب بجراح خطيرة، هو برتبة ضابط في صفوف الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وقالت المصادر إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد لم تقم بأي ردة فعل على الحادثة، فيما قامت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالانتشار في المدينة لمنع أي اشتباكات محتملة بين الجيش المالي والحركة الوطنية. يشار إلى أن منطقة أزواد، شمالي مالي، تعيش منذ الجمعة الماضي حالة من التوتر الأمني. كما شهدت مدينة كيدال هجوماً بسيارتين مفخختين استهدف ثكنة تابعة للجيش المالي، تضاربت الأنباء بشأن حصيلته النهائية، وهو الهجوم الذي استنكرته الحركة الوطنية لتحرير أزواد ووصفته ب"الإرهابي ».
... "و إنفجار بمخازن تابعة لمنظمة الغذاء العالمي مجهول الأسباب" وقع انفجار هائل في مخازن كانت تابعا لمنظمة الغذاء العالمي، في مدينة كيدال، لم تعرف حتى الآن أسبابه. وحسب ما أكده شهود عيان في اتصال مع صحراء ميديا، فإن "الانفجار كان عنيفاً وهز المنطقة"، وأضاف الشهود الذين تواجدوا في مكان الانفجار إن مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد كانوا أول من وصل للمكان قبل أن تلتحق بهم القوات الفرنسية. وأشارت مصادر في كيدال إلى إمكانية أن يكون الانفجار ناتجاً عن محاولة بعض العناصر الجهادية ارتداء حزام ناسف؛ فيما لا تزال القوات الفرنسية تحاصر المكان دون أن تدخل إليه خشية أن تكون هنالك مواد متفجرة أو عناصر انتحارية مختبئة في المخازن. يشار إلى أن المخازن التي وقع فيها الانفجار كانت تستخدم من طرف منظمة الغذاء العالمي لتخزين المساعدات الغذائية قبل اندلاع الأحداث في شمال مالي مطلعه 2012، ومنذ ذلك الوقت وهي مهجورة وغير مستخدمة.
... و الحركات الأزوادية تندد بالإعتداءات من جانبها، أدانت الحركة العربية الأزوادية بالعمليات الإنتحارية و الهجومات غير المبررة الذي استهدف مدنيين و عسكر، وقالت الحركة في بيان مقتضب إنها علمت "بأسف شديد بالهجوم الانتحارى ". وأضاف البيان المقتضب أن الحركة العربية الأزوادية "تدين بشدة هذا الهجوم وجميع أنواع الإرهاب والجريمة المنظمة"، وفق نص البيان.
ووجه البيان تعزية إلى ذوي الضحايا الذين سقطوا في الهجوم الذي نفذته عناصر يعتقد أنها تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.