ينظم قسم العلوم الاجتماعية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة تبسة ملتقى دوليا حول الهوية والدين والمجتمع المدني يومي 21 و22 أكتوبر المقبل، حيث سيحاول المشاركون في اللقاء الإجابة على إشكالية الملتقى التي تأسس خطاب الهوية الذي ساد إلى حدود الربع الأخير من القرن الماضي على مبدأ نفي مشروعية أية تعبيرات مبنية على العرق أو الدين واعتبارهما عوائق ابستمولوجية تم تجاوزها بإحداث القطيعة معها،ولم تخرج من هذه الدائرة إلا بعض الاستثناءات الهامشية الدينية التي جعلت من الهوية رهان إيديولوجي عن طريق تجاوز سؤال التفكير في أزمة الذات بإعلائها سواء عن طريق الرفض أو الغيرية أو ممارسة العدوانية ضد كل مختلف. ومع المجتمع المدني في مهمته الحقيقية المتمثلة في الترشيد والتوجيه والنقد وتبليغ جانب كبير من الأخلاقية الثقافية إلى الشباب، إلا أن غيابه أدى بالمجتمع الجزائري إلى تأجيل السجال الابستمولوجي حول قضايا الحقيقة والتواصل، وعنف الهوية في أساسه راجع إلى إلغاء الممارسة الحجاجية الحقيقية وإفساح المجال لأساطير هوياتيه تفصح عن نفسها بفعل استبهامات وتداعيات حرة. وهنا قصور هوية لغوية، وتلك هي معالم مأزق جماعة من داخل نزعتها التسلطية، حيث تنتقل من المحاجة إلى المبارزة وهو ما يؤكد سهولة تحول الهوية إلى مغامرات أصولية أو مجرد نكوص لتمثلات ذاتوية عاجزة عن إدراك الجديد، ولعل أزمات الهوية المتصارعة وفق منطق أصولي في الجزائر تشكل تهديدا لكل إرادة في التحديث أو وتأسيس الدولة المدنية. ومنه تكون إشكالية موضوع الملتقى من أجل فك رموز مثلث الهوية والدين والمجتمع المدني، ومن بين المحاور التي سيرافع لها المشاركون في اللقاء الهوية والدين والمجتمع المدني: مقاربات مفاهمية ونظرية، وموضوع الهوية والدين والمجتمع المدني: تصورات، اتجاهات وممارسات، وتأثير الهوية والدين في تشكيل المجتمع المدني، مع تسليط الضوء لدور المجتمع المدني في تكريس مفهوم حركي لكل من الهوية والدين. ويهدف الملتقى إلى إبراز دور الدين والهوية في تشكيل المجتمع المدني، من خلال النظر إلى الدين كرافد هوياتي في أنمطة المجتمع وكيف يجب أن يوظف من طرف المجتمع المدني، ومن خلال الإيمان بهوية متحركة تؤثر وتتأثر مع الغير ودور المجتمع المدني في تلقين الشباب وتعريفهم بهوياتهم، وكذا تأطير الجدل الدائر حول قضايا الدين والهوية والمجتمع المدني.