سرطان القولون من أكثر السرطانات فتكاً بالإنسان بعد سرطان الرئة. ومع ذلك فإنه لا يحظى بالاهتمام أوبالتوعية الكافية للناس. حسب إحصائيات الجمعية الأمريكية لأمراض السرطان فإنه يتم كل سنة تشخيص 1300000 حالة جديدة في الولاياتالمتحدة، وعدد الوفيات من المرض حوالي 560000 حالة سنوياً. الغالبية العظمى من هذه الحالات كان بالإمكان تفاديها لو طبقت وسائل الكشف المبكر، والتي أصبحت إجراءات روتينية متعبة في العالم الغربي. معظم المرضى يتفادون الفحص المبكر للقولون إما بسبب عدم معرفتهم بوجود مثل هذه الفحوصات أو بسبب الخجل من بحث هذا الموضوع مع الطبيب، أو الخوف غير المبرر من الفحص.. عدم القيام بالكشف المبكر يعتبر أمراً مأساوياً، وذلك لأن مرض سرطان القولون يبدأ على شكل زوائد لحمية حميدة غير سرطانية. هذه الزوائد تبقى حميدة لمدة تقدر بحوالي 10 سنوات، وفي هذه الأثناء لا يشكو المريض من أي شكوى في بطنه (بدون أعراض). بعد انقضاء هذه المدة تتحول بعض هذه الزوائد (5-10% من الزوائد ) وخصوصا نوع ( Adenoma ) إلى خلايا سرطانية، والتي تبدأ بالنمو التدريجي حتى تصبح سرطانا خبيثا. ومع مرور الوقت يمكن أن يبدأ الورم الخبيث بالانتشار خارج جدار القولون إلى العقد الليمفاوية أو إلى أجزاء بعيدة في الجسم مثل الكبد و غيره. والمشكلة أن أعراض هذا المرض تظهر متأخرة جدا بعد تحوله إلى سرطان مما يقلل من فرصة الشفاء التام منه. ولذلك ينبغي أن لا ينتظر المريض ظهور أعراض مثل وجود دم في البراز أوآلام في البطن أو تغير في نمط التبرز حتى يراجع طبيبه. وإنما عليه أن يقوم بالكشف المبكر للبحث عن زوائد اللحمية الحميدة واستئصالها أولاً بأول، حتى لا تتحول في المستقبل إلى أورام سرطانية خبيثة. وبهذه الطريقة يمكن تفادي مرض سرطان القولون و الشفاء التام منه في أكثر من 90% من الحالات. الكشف المبكر لسرطان القولون يمكن أن ينقذ حياتك إذا كنت قد بلغت سن خمسين سنة فعليك أن تبادر لعمل هذا الفحص. وهذا الكلام ينطبق على الرجال والنساء، حيث بينت الدراسات أن الزوائد اللحمية و سرطانات القولون تزداد نسبتها بشكل واضح بعد سن الخمسين سنة. بعد الفحص الأول عند سن 50 سنة، يعاد الفحص بشكل دوري كل 5-10 سنوات. أما إذا كان هناك تاريخ عائلي في الأقارب من الدرجة الأولى (كالوالدين أو الأخوة أوالأبناء) بإصابات بأمراض سرطان القولون أوالزوائد اللحمية أو سرطانات الثدي أو المبيض أو الرحم أو البروستات، فهذا يجعلك في عرضة لسرطان القولون، وبالتالي فعليك عمل الفحص على عمر أقل (حوالي الأربعين سنة)، حيث أنه ثبت أن هناك عوامل وراثية تلعب دوراً مهماً في ظهور المرض عند الأقارب. إذا كنت تعاني من أمراض التهاب القولون المتقرح المزمن، فعليك البدء بالكشف المبكر لسرطان القولون بعد بداية المرض 7-13 سنة حسب درجة المرض عند المريض، وهذه تحدد من قبل اختصاصي الجهاز الهضمي المعالج. إذا كنت قد أصبت بالسابق بالزوائد اللحمية في القولون أو أصبت بمرض سرطان القولون سابقا، فينصح بعمل منظار القولون كل 3 سنوات مدى الحياة للتأكد من عدم معاودة ظهور زوائد لحمية في المستقبل. أعراض سرطان القولون: قد لا توجد أية أعراض لسرطان القولون في مراحله الأولى، ما يؤكد أهمية الفحص المبكر قبل ظهور الأعراض ومنها ظهور دم بالبراز. وتغير مفاجئ بنمط التبرز. وكذا آلام بالبطن خصوصاً إذا صاحبها فقر دم أو هبوط وزن. وسائل الوقاية من سرطان القولون: * عمل الفحص المبكر الدوري المذكور أعلاه * أكل غني بالألياف وقليل الدسم * الرياضة بانتظام. * الإقلاع عن التدخين. * الامتناع عن الكحول.