ينظم قسم العلوم الاجتماعية بجامعة تبسة، ملتقى دولي حول الهوية والمجتمع المدني شهر أكتوبر المقبل، وذلك على مدار 3 أيام. وسيحاول المشاركون في هذا اللقاء التطرق إلى إشكالية الملتقى التي يرى المنظمين بأنها تؤسس خطاب الهوية الذي ساد إلى حدود الربع الأخير من القرن الماضي على مبدأ نفي مشروعية أي تعبيرات مبنية على العرق أوالدين، واعتبارهما عوائق ابستمولوجية تم تجاوزها بإحداث القطيعة معها، ولم تخرج من هذه الدائرة إلا بعض الاستثناءات الهامشية الدينية التي جعلت من الهوية رهان إيديولوجي عن طريق تجاوز سؤال التفكير في أزمة الذات بإعلائها سواء عن طريق الرفض أو الغيرية أو ممارسة العدوانية ضد كل مختلف. ومع المجتمع المدني في مهمته الحقيقية المتمثلة في الترشيد والتوجيه والنقد وتبليغ جانب كبير من الأخلاقية الثقافية إلى الشباب، إلا أن غيابه أدى بالمجتمع الجزائري إلى تأجيل السجال الابستمولوجي حول قضايا الحقيقة والتواصل، وعنف الهوية في أساسه راجع إلى إلغاء الممارسة الحجاجية الحقيقية وإفساح المجال لأساطير هوياتيه تفصح عن نفسها بفعل أستبهامات وتداعيات حرة. وهنا قصور هوية لغوية، وتلك هي معالم مأزق جماعة من داخل نزعتها التسلطية، حيث تنتقل من المحاججة إلى المبارزة، وهو ما يؤكد سهولة تحول الهوية إلى مغامرات أصولية أو مجرد نكوص لتمثلات ذاتوية عاجزة عن إدراك الجديد. ولعل أزمات الهوية المتصارعة وفق منطق أصولي في الجزائر تشكل تهديدا لكل إرادة في التحديث أو وتأسيس الدولة المدنية. ومنه تكون إشكالية موضوع الملتقى على النحو التالي: - إلى أي حد يمكن فك رموز مثلث الهوية والدين والمجتمع المدني؟. ومن بين المحاور التي سيتطرق إليها المشاركون في اللقاء محور حول الهوية والدين والمجتمع المدني مقاربات مفاهمية ونظرية، محور حول الهوية والدين والمجتمع المدني تصورات، اتجاهات وممارسات، وآخر حول تأثير الهوية والدين في تشكيل المجتمع المدني بالإضافة إلى دور المجتمع المدني في تكريس مفهوم حركي لكل من الهوية والدين. ويهدف الملتقى إلى إبراز دور الدين والهوية في تشكيل المجتمع المدنيمن خلال النظر إلى الدين كرافد هوياتي في أنمطة المجتمع وكيف يجب أن يوظف من طرف المجتمع المدني، ومن خلال الإيمان بهوية متحركة تؤثر وتتأثر مع الغير ودور المجتمع المدني في تلقين الشباب وتعريفهم بهوياتهم.