عادت مشكلة الوجبات الغذائية المقدمة في المطاعم المدرسية لتشكل تهديدا مرة أخرى على الأطفال المتمدرسين بعد تحذيرات صدرت في تقرير أعدته النقابة الوطنية لعمال التربية حول كارثة سيعرفها قطاع التربية في الموسم الدراسي 2015/2014 بسبب الوجبات الرديئة في ظل انعدام شروط النظافة التي تنذر بأمراض خطيرة للمتمدرسين خاصة الأطفال الصغار والتي تتورط فيها المدراس الابتدائية المسيرة من طرف البلديات. وجاء في التقرير المنجز من قبل الأمين الوطني المكلف بالتنظيم قويدر يحياوي بنقابة ”اسنتيو” استلمت ”الفجر” نسخة منه ”أن أزيد من 14 ألف مطعما مدرسيا عبر الوطن يستفيد منها أزيد من 3 ملايين تلميذ، بميزانية تفوق 2000 مليار سنتيم لكن رغم هذا تتجدد معاناة آلاف التلاميذ المتمدرسين بالمؤسسات التربوية سواء الابتدائيات أو الإكماليات المنتشرة عبر تراب بلديات الوطن كل سنة خلال الموسم الدراسي، حيث ”تفتقر بعض الهياكل إلى العديد من الضروريات التي يحتاجها التلميذ خلال مساره الدراسي، على غرار المطاعم المدرسية، التي تتوفر عليها معظم المؤسسات التربوية، والتي خصصت لها ميزانيات ضخمة لتقديم وجبات متكاملة للتلاميذ لاسيما القاطنين بالمناطق النائية”. ”وعلى الرغم من ذلك فإن العديد من الابتدائيات تقدم للتلاميذ وجبات باردة وغير كافية خاصة في أيام الشتاء، وفي هذا الصدد أكد أن اسم المطاعم المدرسية ما هو إلا ”شعار” في ظل رداءة نوعية الوجبات وانعدام شروط النظافة التي يمكن أن تنقل أمراضا خطيرة للتلاميذ” وفق تحذيرات يحياوي قويدر، الذي أكد ”أن تسيير المطاعم المدرسية للابتدائي من طرف البلديات لا يزال على وقع فضائح التسيير، بل أضحى يهدد سلامة التلاميذ مع كل موسم، على الرغم من تحركات النقابة الكثيرة سواء في عهد بن بوزيد أو بابا أحمد لتعرية هذا الوضع، إلا أنه لم يسجل تدخل حازم من قبل الوزارة لتنظيمه وإعادة هيكلته، الأمر الذي جعل النقابة هذا الموسم تجدد دعوتها لوزيرة التربية نورية بن غبريط من أجل التدخل العاجل وتحرير المطاعم المدرسية للابتدائي من قبضة ”البلديات” على حساب التلاميذ. وحذر صاحب التقرير من عواقب سوء التسيير الذي تعرفه المطاعم في المدارس، وقال ”أن القطاع ينذر بكارثة، حيث تعودنا في مواسم ماضية على الأوساخ المتناثرة فيها وعدم سلامة الوجبات المقدمة، في ظل تقديم وجبات باردة حتى في عز فصل الشتاء، إضافة إلى أن عملية الإطعام يقوم بها في أغلب المدارس التي تتبع نظام نصف الداخلي عمال الشبكة الاجتماعية الذين بدورهم يشرفون على تنظيف المدارس. أدوات تنظيف مراحيض المدارس هي ذاتها لتنظيف المطاعم هذا وواصل التقرير تحذيراته بعد أن أشار ”أن النظافة هي آخر الأشياء المحترمة أو الممارسة داخل المطاعم المدرسية لعدم وجود عدد كاف من العمال المهنيين المختصين في الطبخ إلى حد الآن، لكونها قبل كل شيء تُسير عن طريق عمال الشبكة الاجتماعية، ولنا أن نتصور يقول قويدر ”عامل في الشبكة ينظف مراحيض المدارس وينظف المطعم وأدواته المستعملة”. ”وهي الحقيقة التي كنا قد أكدنها في العديد من المرات في مواسم ماضية، مشيرين إلى أن هذه الوضعية مطروحة خاصة في الابتدائيات والمتوسطات ومن المتوقع معايشتها في هذا الموسم أيضا”، مضيفا ولا نخفى أيضا، مسألة وجود مطاعم كهياكل فقط دون أن تقدم أي وجبات لتظل مغلقة منذ مواسم دراسية عدة” - يضيف يحياوي قويدر الذي استنجد بوزيرة التربية- لمطالبتها بالتدخل وإنقاذ صحة الأطفال قبل فوات الأوان. في المقابل كانت وزيرة التربية قد جددت في بيان صدر عن وزارتها بداية هذا الأسبوع رفضها لمقترح النقابات جمعيات أولياء التلاميذ الخاص بمنع البلديات من تسيير المدارس الابتدائية والتي اتهمت بفشلها في توفير الظروف الملائمة للمتمدرسين الأطفال، نظرا لإفلاس غالبيتها، قبل أن تؤكد الوزارة الوصية أنها تتكفل فقط بالشق البيداغوجي، موضحة بأن قانون البلدية ”واضح” حيث أن التسيير المادي للمدارس الابتدائية تابع للبلديات (النظافة والصيانة والمطاعم والنقل والتدفئة).