شن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا، غارتين صباح الأربعاء على قرى في محيط كوباني، استهدفتا مراكز تجمع للمسلحين المتشددين، وكانت قوات التحالف نفذت 21 ضربة جوية على مواقع لتنظيم الدولة في دير الزور وقرب مدينة كوباني في شمال سوريا خلال اليومين الماضيين. كشفت القيادة المركزية الأمريكية أن ضربة أصابت مصفاة لتكرير النفط قرب دير الزور، بينما دمرت ضربات أخرى منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم المتشدد وألحقت أضرارا بمبان أخرى، وقال الجيش أنه ثمة مؤشرات على أن الضربات الجوية أبطأت تقدم التنظيم في كوباني، لكنه حذّر من أن الوضع على الأرض ما زال غير مستقر، وأن مقاتلي التنظيم يحاولون كسب أراض جديدة وأن الميليشيا الكردية ”تواصل الصمود”، كما أكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الضربات الجوية أبطأت تقدم تنظيم ”داعش” باتجاه كوباني، لكن الوضع على الأرض مازال غير مستقر وفق وصفها. وحذرت من أن مقاتلي التنظيم يحاولون كسب أراض، وأن القوات الكردية تواصل الصمود. الولاياتالمتحدة تضاعف مجهوداتها للقضاء على داعش ومن جهته، أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الثلاثاء، في حضور القادة العسكريين، وحدة التحالف الدولي ضد المسلحين، مع الإعراب عن قلقه على مصير مدينة كوباني السورية التي يسيطر مقاتلو تنظيم داعش على أجزاء منها، وبعد شهرين من بدء الضربات الجوية في العراق وثلاثة أسابيع من بدئها في سوريا، أعلن الجيش الأمريكي أن الضربات التي شنت الاثنين والثلاثاء من جانب المقاتلات الأمريكية والسعودية أدت إلى ”إبطاء تقدم داعش” في كوباني، وكرر أوباما أن التحالف الدولي يخوض حملة عسكرية طويلة المدى ستشهد ”إخفاقات” من دون شك، وقال أوباما، إثر اجتماع غير مسبوق في قاعدة أندروز الجوية في حضور كبار القادة العسكريين في 22 بلدا انضمت إلى التحالف،”نحن قلقون جدا حيال الوضع في كوباني وحولها”. ومن ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم الثلاثاء، أنه قرر ونظيره الروسي سيرغي لافروف ”تكثيف” تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم داعش في سورياوالعراق، وفي مؤتمر صحافي أعقب لقاءه لافروف في باريس، قال كيري أنه ”اقترح” على نظيره ”تكثيف التعاون في مجال الاستخبارات” في مواجهة التنظيم المتطرف، مضيفاً ”توافقنا على القيام بذلك”. كما اتفق وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، على تبادل المزيد من معلومات المخابرات بين موسكووواشنطن عن مقاتلي ”داعش”، في تركيز على عدو مشترك، رغم الانقسامات العميقة بينهما بشأن الأزمة الأوكرانية، ورغم أن كيري لم يهون من تدني الثقة المتبادلة بين البلدين، فقد أكد على ضرورة البحث عن أرض مشتركة بينهما في مواجهة تنظيم ”داعش” الذي سيطر على مساحات شاسعة من العراقوسوريا في حملة دامية. كما شدد على أهمية الحاجة إلى تدمير وإلحاق الهزيمة ب”داعش” في نهاية المطاف. وصرح كيري بأن موسكو ستبحث إمكانية فعل المزيد لتسليح وتدريب الجيش العراقي الذي يواجه تحديات كبيرة، غير أنه لم يصل إلى حد القول إن روسيا ستنضم إلى التحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد ”داعش”. ومن جهتها، تشكك موسكو في أن الهدف النهائي لواشنطن هو إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وتصر على أن أي ضربات جوية أمريكية تنفذ في سوريا يجب أن تحصل أولاً على موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة، لكن واشنطن ترفض ذلك، وقال كيري ”هناك ما يصل إلى 500 مقاتل من روسيا” ربما يكونون انضموا إلى التنظيم الإرهابي، غالبيتهم من منطقة شمال القوقاز، وهي منطقة تشهد أعمال عنف يومية في مسعى لإقامة دولة إسلامية هناك.