تقوم شركة ”غاز بروم” الروسية أكبر منافسي المجمع النفطي سوناطراك بالتفاوض مع أوكرانيا لضمان إمدادها بالغاز لكي لا تخسر سوقها وسط منافسة جزائرية حادة، كما تضمن من خلالها عدمن انقطاع تموينها السوق الأوروبية بالغاز الروسي في فصل الشتاء. من جهة أخرى، توفر أمام العملاق النفطي الجزائري سوناطراك فرصة ذهبية لزيادة حصة صادراته من الغاز المسال المسوق إلى أوروبا، بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها كبير مستشاري صندوق ”مارشال الألماني” سير مايكل لي، حول دراسة المجموعة الأوروبية بجدية لتقليل حصتها من الغاز الروسي واستبدالها على المدى القصير بالغاز الطبيعي القطري والنرويجي والجزائري. إذ فيما تدرس أوروبا بعناية هذه الأيام خياراتها في شأن تقليل الاعتماد التدريجي على الغاز الروسي، تتوفر لدى الجزائر وقطر فرصة ذهبية لزيادة حصة صادراتهما إلى سوق الغاز الأوروبية. وقال سير مايكل لي، كبير مستشاري صندوق ”مارشال الألماني” في تصريحات لنشرة منظمة ”ناتشرال غاز يوروب”، أن دول المجموعة الأوروبية في حاجة إلى تنويع مصادر الغاز الطبيعي، وزيادة وارداتها على المدى القصير من الغاز الطبيعي القطري والنرويجي والجزائري. يأتي هذا تزامنا مع تصريح رئيس شركة الغاز الروسية ”غاز بروم” إليكسي ميلر، الذي قال أن توريد الغاز الروسي إلى أوكرانيا قد يستأنف خلال 48 ساعة بعد قيام كييف بتسديد جزء من ديونها لموسكو. وتوقع ميلر أن تستغرق هذه الإجراءات حتى نهاية الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن تعديل العقد سيكون ساري المفعول بعد توقيع وثيقة تفيد بمنح خصم بقيمة 100 دولار ليصبح السعر الجديد للغاز نحو أوكرانيا 378 دولار. يذكر أن روسياوأوكرانيا والمفوضية الأوروبية وقعوا يوم الخميس الماضي في بروكسيل بروتوكولا ثلاثيا ملزما قانونيا بشأن خطة توريد الغاز الروسي إلى أوكرانيا خلال فصل الشتاء، يتضمن استئناف إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا وضمان عدم انقطاع عبور الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا في فصل الشتاء. واشترطت روسيا للتوقيع على البروتوكول أن تقوم أوكرانيا بسداد 3.1 مليار دولار من ديونها الإجمالية البالغة 5.3 مليار دولار قبل نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى شراء كميات جديدة من الغاز لفصل الشتاء بشرط دفع ثمنها مسبقا قبل توريدها. ومن جهة أخرى، توقع البنك المركزي الروسي أن يقارب نمو الاقتصاد الروسي خلال الربع الأخير من 2014 والربع الأول من 2015 نسبة الصفر. وحسب تقديرات البنك بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي على أساس سنوي في الربع الثالث من السنة الجارية 0.2 في المائة. وأكد البنك أن هذا التباطؤ لم يكن له أي تأثير يذكر على وتيرة ارتفاع الأسعار الاستهلاكية، لأن ذلك يعود بدرجة كبيرة إلى أسباب هيكلية. وشدد البنك على أن زيادة الغموض في السياسة الدولية يؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي، وذلك إلى جانب العوامل الهيكلية المذكورة. من جهة أخرى، أفادت بيانات نشرتها وزارة الطاقة الروسية زيادة إنتاج الغاز اليومي إلى 1.71 مليار متر مكعب في أكتوبر 2014 من 1.52 مليار متر مكعب يوميا في سبتمبر 2014.