روسيا تقدم تنازلات "مغرية" للاستحواذ على سوق الغاز الصينية من سوناطراك تتوفر أمام العملاق النفطي الجزائري سوناطراك فرصة ذهبية لزيادة حصة صادراته من الغاز المسال المسوق إلى أوروبا، بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها كبير مستشاري صندوق ”مارشال الألماني” سير مايكل لي، حول دراسة المجموعة الأوروبية بجدية لتقليل حصتها من الغاز الروسي واستبدالها على المدى القصير بالغاز الطبيعي القطري والنرويجي والجزائري. إذ فيما تدرس أوروبا بعناية هذه الأيام خياراتها في شأن تقليل الاعتماد التدريجي على الغاز الروسي، تتوفر لدى الجزائروقطر فرصة ذهبية لزيادة حصة صادراتهما إلى سوق الغاز الأوروبية. وقال سير مايكل لي، كبير مستشاري صندوق ”مارشال الالماني”، في تصريحات لنشرة منظمة ”ناتشرال غاز يوروب”، أن دول المجموعة الأوروبية في حاجة إلى تنويع مصادر الغاز الطبيعي، وزيادة وارداتها على المدى القصير من الغاز الطبيعي القطري والنرويجي والجزائري. وكان ريتشارد أن هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، والقريب من الإدارة الأمريكية، قد نصح أوروبا قبل أسبوعين هو الآخر، بالبحث عن مصادر بديلة من الغاز الروسي، حتى لا تخضع لابتزاز الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي لديه أطماع في تمدد النفوذ الروسي في أوروبا. وعلى الصعيد ذاته، تضغط الحكومة البريطانية منذ مدة في اتجاه حث أوروبا على البحث عن مصادر بديلة، وتقترح قطر بين المصادر البديلة، وتنظر إليها كمصدر ثابت للغاز الطبيعي في بريطانيا. في مقابل هذه الدعوات، تتخوف روسيا على إيراداتها من الطاقة التي تشكل نسبة مهمة من دخل الخزانة الروسية. ووفقاً لنشرة ”بلاتز” البريطانية المتخصصة في الطاقة، فإن أوروبا استوردت حوالي 167.2 مليار مترمكعب من الغاز الروسي خلال عام 2013 بلغت قيمتها 57 مليار دولار. من جانب آخر، يبدو أن روسيا تعلم أن قطروالجزائر هما الدولتان الوحيدتان اللتان ستساعدان أوروبا في خفض اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي في المدى المتوسط، إذ تمد الجزائر أوروبا بحوالي 25 ٪ من الغاز. من هذا المنطلق يسعي الرئيس بوتين، في زيارته الصين خلال 14 ماي الجاري إلى توقيع أكبر اتفاق لتصدير الغاز الطبيعي الروسي إلى الصين. ويقدم الرئيس بوتين، تنازلات سعرية ضخمة لبكين في هذا العقد تصل إلى أكثر من 50 دولاراً في كل ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي. وتتناول الصفقة المتوقع أن يقرها بوتين، تصدير روسيا إلى الصين كميات من الغاز الطبيعي تتراوح بين 38 و68 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ولمدة 30 عاماً. وهذه الإمدادات ستضاف إلى إمدادات الغاز الطبيعي الحالية التي تصدرها روسيا إلى بكين والبالغة 152 مليار متر مكعب سنوياً. وعلى المدى الطويل، إذا تمكنت قطر من الإحلال التدريجي لغازها الطبيعي بدلاً من الروسي في أوروبا، فإن روسيا ستفقد تدريجياً سلاح الطاقة الذي كانت تملكه وتستخدمه في الضغط على دول المجموعة الأوروبية.