تتواصل بقاعة الموقار، بالجزائر العاصمة، فعاليات الأيام السينمائية الخامسة، حيث تسنى لعشاق الفن السابع، مساء أول أمس، من مشاهدة فيلم وثائقي بعنوان ”رصا ص 14 جويلية 1953” للمخرج الفرنسي ”دانيال كوبفرشتاين”، والذي يعيد إحياء ذكريات حدث تاريخي تم التعتيم عليه لسنوات طويلة من قبل السلطات الفرنسية.. ويروي الفيلم في قرابة الساعة والنصف، القمع الوحشي الذي تعرض له متظاهرون جزائريون، مناضلين في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، على يد الشرطة الفرنسية، لشهادات حية، لأشخاص عايشوا تلك الأحداث المريرة، والتي أودت بحياة 7 أشخاص وخلفت أزيد من 60 جريحا، أغلبهم جزائريون مناضلون من أجل الحريات. وأبرز المخرج الفرنسي في الفيلم الوثائقي، العديد من النقاط الهامة، لكتابة تاريخ، لطالما تجاهلتها السلطات الفرنسية لسنوات طويلة، من خلال تقديم مجموعة من الشهادات لمناضلين في حركة انتصار الحريات وقدامى الشرطة الفرنسية، الذين شاركوا في اطلاق النار على المتظاهرين، بالإضافة إلى مؤرخين ونقابيين فرنسيين. وجاء هذا العمل السينمائي، لتسليط الضوء الجزائريين المتوفين والنقابي الفرنسي، حيث أبرز السير الذاتية لحياة الضحايا، وكذا تصوير مشاهد لمجريات المظاهرات بكل من فرنساوالجزائر، بالإضافة إلى تكريم أشخاص يعتبرون إلى يومنا هذا غير معروفين ومغيبين في تاريخ الثورة الجزائرية، بحيث قام المخرج ”دانيال كوبفرشتاين”، بالعودة إلى مسقط رأس المناضلين في الجزائر، وجمع مختلف الشهادات لعائلات شهداء احداث 14 جويلية 1953، عانوا في صمت من تجاهل ونسيان الذاكرة لمناضلين جزائريين، راحوا ضحية الوحشية القمعية للسلطات الفرنسية. لإشارة، سيتمكن عشاق الفن السابع من مشاهدة 33 عملا مبرمجا خلال هذه التظاهرة المخصصة للأفلام القصيرة والوثائقية، حيث سيتم عرض أفلام وثائقية حول الرئيس الراحل هواري بومدين والفنان التشكيلي دونيس مارتيناز، وكذا المطرب دحمان الحراشي خلال هذه المنافسة، وفيما يخص الأفلام القصيرة سيتم عرض أفلام عربية مخصصة في أغلبيتها لمواضيع سياسية، التي ستتسابق على أحسن سيناريو.