تتزايد المؤسسات التربوية الخاصة في السنوات الأخيرة، وأغلب المهتمين بتدريس أبنائهم فيها هم الأثرياء الجدد. علما أن أبناء أشهر رجال الدولة يزاولون تعليمهم بمدارس حكومية. ونظرا لكون هذه المدارس اتخذت طابعا غربيا في التدريس فإنها انتهجت ذلك حتى في ما يخالف جوهر الدين الإسلامي. من المشاكل التي تشمل الكتاب المدرسي ما يستوجب معالجته قرارا من السلطة السياسية، كمراقبة الكتاب الخاص والكتاب الأجنبي، على غرار الكتاب المدرسي الصادر من الهيئة المخولة له. فقبل خمس سنوات أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراڤة بوضع خمس إطارات بوزارة التربية الوطنية تحت الرقابة القضائية، على خلفية التحقيق الذي قامت به فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الجزائر، في قضية بتر المقطع الخامس من النشيد الوطني في الكتاب المدرسي الخاص بالسنة الخامسة إبتدائي.. لتتوالى فضائح الكتاب المدرسي الذي أصبح وسيلة يروج عبرها لأفكار عقائدية غاية في الخطورة، ليتم الكشف في السنة الدراسية الجارية بعد تحقيقنا أن المدارس التربوية الخاصة سطرت في برنامجها الدراسي قائمة كبيرة من الكتب وتوجب على التلاميذ إحضارها كلها كل يوم، ومن بينها كتب موجهة فقط لفئة التلاميذ الذين يدرسون بهذه المدارس، وهي كتب أجنبية مستوردة تكمن خطورتها في محتواها الذي جاء في كتاب باللغة الفرنسية موجه للسنة الثالثة ابتدائي، بعنوان “أرشي لكتور”. تم إعداد الكتاب من قبل “كوليت أوون”، بروفيسور بجامعة سانت جوزيف ببيروت في لبنان، و”ألديا بونيتو” بروفيسور بمدرسة في منطقة بباريس، وبروفيسور المدارس في باريس “لورانس بييرسون”. ليكون نص الدرس من الصفحة 49 إلى غاية الصفحة 54 مرفقا بالتمارين، ويتم تصوير مخلوقات أشبه بالقردة تمشي على قدمين، وهي في حالات متعددة كطريقة حماية نفسها من الآخر بواسطة النار التي اكتشفتها تلك المخلوقات واستعملتها لأغراض مختلفة في حياتها. في حين أن الكتاب الخاص بالتمارين، الذي يعتبر دعامة لكتاب القراءة، فقد جاء فيه النص باللغة الفرنسية على النحو التالي قبل أن تمت الإشارة إلى قرد عن طريق سهم وكتب فوقه قبل 4 ملايين سنة أعلى الصفحة “أول البشر الذين ظهروا كانوا “أوسترالوبيثكس” يعيشون في السافانا شرق إفريقيا، وبالأحرى يبدون قردة، مع مشيتهم الثقيلة وجسمهم المليء بالشعر. ولكن هؤلاء البشر كانت لديهم مشية منتصبة في وقت مبكر ولعلها ما جعل أدمغتهم الثقيلة تتطور.واحدة من أقدم الأوسترالوبيثكس التي وجدت في البحث هي فتاة شابة تدعي “لوسي”، عاشت مع عشيرة لها في إفريقيا..”، وهذا في الصفحة 72 و73 من الكتاب المدرسي، في حين أن الصفحتين 74 و75 من الكتاب تحتويان تمارين حول النص الخاص بنظرية داروين. يأتي هذا التجاوز الخطير رغم أن وزارة التربية الوطنية تسجل السنة الجارية ما لا يقل عن 50 ألف تلميذ ب224 مدرسة خاصة معتمدة من طرف الدولة. فنظرية “التطور” أو نظرية “التحولات” التي يطلق عليها اسم مؤسسها البريطاني “تشارلز روبرت داروين” عندما أخرج كتابه “أصل الأنواع” عام 1859م، وهي نظرية تدعي أن الكائنات الحية خلقت من لا شيء، وأن الطبيعة هي التي أوجدتها عن طريق الصدفة، وأنها خلقت ووجدت من كائنات غير حية واتخذت هذه النظرية شعار لها هو “لا إله في الكون والحياة مادة”. ليبرز العديد من الدكاترة والعلماء المسلمين الذين كرسوا حياتهم وعلمهم لنقض هذه النظرية وإثبات فشلها، أمثال الدكتور التركي المسلم هارون يحيى، والذي له عدة مؤلفات تثبت فشل هذه النظرية، كما أن له العديد من الأفلام الوثائقية التي أنتجت بالاستفادة من مؤلفاته. وبفضل أمثال هذا العالم تم دحض النظرية علميا وبشكل رسمي في أكتوبر 2009، بمساهمة عدد كبير من علماء أمريكيين من جامعتي “كين ستيت” و”كاليفورنيا” في إثبات فشل فرضيات النظرية في النشوء والارتقاء. كما علق الدكتور زغلول النجار، أستاذ الجيولوجيا في عدد من الجامعات العربية، أن الغربيين بدأوا يعودون إلى صوابهم بعد أن كانوا يتعاملون مع أصل الإنسان من منطلق مادي وإنكار للأديان. بالرغم من وجود المؤيدين والمناصرين للنظرية عبر أنحاء العالم منهم الدكاترة في علم البيولوجيا وعلم الحيوان وعلم التاريخ، إلا أنهم وقفوا عاجزين أمام سؤال واحد إلى اليوم، وهو إذا كانت هناك خلية أولى نشأت منها الكائنات الحية نتيجة الصدفة، فمن أين أتت الخلية الأولى للمخلوقات؟..