أعلن الجيش الليبي وقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة 12 ساعة في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، لتسهيل عملية إجلاء المدنيين من مناطق القتال وإسعاف الجرحى، وقالت رئاسة هيئة الأركان العامة أنه تقرر وقف القتال من جانب الجيش بريا وجويا وبحريا اعتبارا من الساعة السابعة صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي وحتى السابعة مساء. وأوضح البيان الصادر عن هيئة الأركان العامة للجيش الليبي، أن القرار جاء نظرا للظروف الإنسانية التي تمر بمها بعض المناطق جراء العمليات العسكرية للجيش ضد الجماعات الإرهابية، وبعد التشاور مع مبعوث الأممالمتحدة برنارد ليون، وأيضا المبعوث البريطاني جوناثان مارتن والهلال الأحمر الليبي. ولم يتضح بعد إذا كان هناك خطوة مماثلة من جانب الميليشيات، وكانت قوات الجيش قد أحرزت، أول أمس الثلاثاء، تقدما باتجاه وسط بنغازي، دارت معارك وصفتها مصادر إعلامية ليبية بأنها ”ضارية” بين كتائب تدعم الجيش الليبي ومجموعات مسلحة ”متشددة” في بنغازي. ومن جهته، كلّف المؤتمر الوطني العام في ليبيا رئاسة الأركان العامة بإرسال قوة لردع من سمّاهم الانقلابيين في كل من ككلة وبنغازي وأوباري، فيما تواصلت الاشتباكات في بنغازي بين القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر ومجلس ثوار بنغازي. واعتبر المؤتمر في أول جلسة يعقدها بعد قرار المحكمة العليا حلَّ مجلس النواب المنعقد في طبرق أن ما يجري في ككلة وبنغازي وأوباري جرائم ضد الإنسانية. من جهة أخرى حجب المؤتمر الثقة عن رئيس البعثة الليبية في الأممالمتحدة، إبراهيم الدباشي، وفوَّضَ رئاسة المؤتمر ووزارة الخارجية بتكليف رئيس جديد للبعثة. وناقش المؤتمر في جلسة أمس التي عقدت في طرابلس الأوضاع القانونية لأعضائه المستقيلين والمتغيبين الذين أعلنوا في وسائل الإعلام رفضهم لحكم المحكمة العليا، كما ناقش وضع الأسس العملية لاستئناف الحوار الوطني. ومن جانب آخر، قامت دبابة وراجمة صواريخ تابعتان لقوات حفتر في مدينة بنغازي بقصف ما يعتقد أنها مواقع لمقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي والمسلحين الموالين لهم وسط المدينة. وفي سياق متصل، شهد محيط حي لبنان بمنطقة قاريونس اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين قوات الكتيبة 21 صاعقة الموالية لحفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي. ونفذ الهلال الأحمر الليبي عملية إخلاء لمستشفى الأمراض النفسية في منطقة الهواري في بنغازي، ويذكر أن عملية الإخلاء، التي شملت كل المرضى الموجودين فيه بالإضافة إلى معدات المستشفى، تأتي على خلفية وقوع المستشفى في نطاق منطقة الاشتباكات المسلحة، مما يصعب من وصول الأطقم الطبية إليه ويشكل خطرا على حياة المرضى.