أشار الباحث عمر قرجة إلى المساهمة التي خلفها الفنانون الجزائريون تجاه التراث والهوية الوطنية، وأعطى الباحث مثالا عن المطرب القبائلي إيدير الذي قال بأنه ساهم من خلال أغانيه في الحفاظ على الهوية الوطنية. وأوضح المتحدث في سياق متصل بأن أغاني الفنان تعكس الأغنية التقليدية بمنطقة القبائل على غرار باقي مناطق الجزائر. أعرب الباحث في الأنثروبولوجيا عمر قرجة، في مداخلته خلال يوم دراسي حول ”الصناعة التقليدية والغناء التقليدي” تمت المبادرة إليه من طرف المتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية بأنه تم نقل وتخليد مختلف جوانب الحياة بمنطقة جرجرة عن طريق أشعار وأغاني وميراث الذاكرة الجماعية. ولدى تطرقه للأغاني التي ترددها الأمهات القبائليات منذ زمن بعيد، أشار قرجة إلى أن من خلال هذه الأغاني الصغيرة التي تتم بها تهدئة وتنويم الأطفال الصغار تم غرس”هوية وتاريخ كامل”. وبعد أن أكد بأن هذه الأغاني الصغيرة ”كانت إنتاجا نسائيا بامتياز”، أوضح ذات الباحث في الأنثروبولوجيا بأنه علاوة على النعومة والبهجة التي تصاحب هذه الألحان، كانت الأمهات يخلدن من خلال هذه النغمات قصص أبطال المنطقة وكذا أملهن في رؤية أولادهن يصبحون بدورهم ”مدافعين عن ذاكرة مجتمعهم وتاريخهم” في يوم من الأيام. ولدى تطرقه للجانب المتعلق بالمحافظة على ”تراث غير مادي عريق” تحدث عن المطرب إيدير الذي ”سجل جزءا كبيرا من الأغاني التقليدية القبائلية وساهم من خلالها في الحفاظ على جزء هام من الذاكرة”. ومن جهته تحدث الباحث في علم الاجتماع عبد القادر غوماز مطولا عن الحرف التقليدية بمنطقة حامة بوطالب بجنوب ولاية سطيف، من أجل التأكيد بأنه تم بفضل هذه الحرف نقل ”ثقافة ومهارة وأسلوب حياة”. ومن جهة أخرى تطرق رئيس جمعية أمل للحفاظ على زربية بابار صالح بن زكري إلى تاريخ زربية منطقة الأوراس، حيث تحدث بالتفصيل عن إبداع حرفيي حياكة الزرابي وعن خصوصية زربية بابار التي تمثل من خلال ألوانها وطريقة حياكتها المميزة تراثا مميزا جعل سمعة زربية منطقة الأوراس تتعدى حدود الوطن. كما تندرج ضمن جدول أعمال هذا اللقاء الذي سيدوم يومين مناقشات أخرى حول الغناء الشعبي بقسنطينة” و”الغناء الشعبي خلال حرب التحرير”، إضافة إلى مداخلة حول وضعية الحرف التقليدية بالجزائر.