كشف البروفيسور حسين زيداني، مختص في التغذية والأمراض الداخلية، أن الجزائر تحصي 35 بالمائة من المصابين بضغط الدم سنويا، 30 بالمائة منهم يتبعون علاجا مناسبا، بينما يعالج 70 بالمائة المتبقون بطرق عشوائية. أفاد البروفيسور حسين زيداني، مختص في التغذية والأمراض الداخلية، على هامش اليوم التحسيسي والإعلامي في طبعته الثامنة عشر الوطني لارتفاع الضغط الدموي بالحامة بالتنسيق مع مخابر الكندي والجمعية الجزائرية لمرضى الضغط الدموي لولاية الجزائر، حيث كان هذا اليوم فرصة لتقديم كل النصائح المتعلقة بتغذية المرضى، أن ”35 بالمائة من الجزائريين مصابون بهذا المرض وتترواح أعمارهم بين 19 عاما فما فوق، معتبرا أن هذه الأرقام والإحصائيات خطيرة، ما دفع الجمعية الجزائرية لمرضى الضغط الدموي لولاية الجزائر إلى توجيه العديد من التوصيات للمرضى، لاسيما أولئك الذين لا يتعاملون مع مرضهم على محمل الجد. وفي السياق، حذر زيداني من ارتفاع ضغط الدم، باعتباره مرضا مزمنا يتطلب متابعة منتظمة، كما لايستوجب أي توقيف أو إهمال للعلاج قد يعقد الحالة الصحية للمريض ويضر أجهزته الحيوية من بينها القلب والعقل والكلى، كما يعاني المريض من آلام الرأس والدوار. وينصح محدثنا في هذا باستشارة سريعة وعاجلة للطبيب، قصد تجنب أي تعقيدات أو مضاعفات، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الكولسترول، ناهيك عن القلق والاستهلاك المفرط للسكريات والأملاح التي تبرز كعوامل محفزة للإصابة بضغط الدم، والتي تسبب بالأساس انسدادا في شرايين القلب وقصورا في الكلى. وأشار ذات المتحدث إلى أن معظم المصابين بهذا المرض بالجزائر يجهلون مرضهم لأنهم لا يخضعون لمراقبة طبية منتظمة، كما يجهلون الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تفاقم هذا المرض، حيث يعد مرض ضغط الدم من أهم الأمراض المزمنة التي أصبحت تهدد الصحة العمومية وتثقل كاهلها، ناهيك عن كونها تتسبب في الإصابة بأمراض وتعقيدات أخرى أكثر خطورة مثل داء السكري والسمنة وأمراض القلب والشرايين والإصابة بسكتة الدماغ والقلب والعجز الكلوي، حيث تشير معطيات منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة 12 بالمائة من سكان العالم يعانون من الزيادة المفرطة في الوزن، علما بأن النساء أكثر عرضة لهذه الحالة من الرجال. وقد تسببت الأمراض المزمنة، بما فيها ارتفاع ضغط الدم، في ثلثي الوفيات المسجلة في العالم. من جهة أخرى، دعا المختص إلى ضرورة إجراء فحص طبي سنوي من أجل تجنب أو التنبأ بهذا المرض، مشيرا إلى فحص دوري كل ثلاثة أشهر بالنسبة للأشخاص المصابين، حتى في حالة استقرار المرض، مطالبا في نفس السياق إلى الضرورة القصوى لاحترام تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج. من جانب آخر ترى المنظمة العالمية للصحة أن الإصابة بارتفاع الدم يمكن الوقاية منها وعلاجها، مذكرة بالمجهودات التي بذلتها الدول المتطورة في محاربة هذا الداء من خلال التصدي للعوامل المتسببة فيه على غرار أمراض القلب، ما ساعد في تخفيض نسبة الوفيات التي تحدثها. وقد عملت هذه الدول على الحث على التخفيض من استهلاك الملح واتباع نمط غذاء متوازن ومكافحة التدخين والكحول وممارسة نشاط رياضي منتظم. كما تنصح المنظمة بأن يجعل جهاز قياس الضغط الدموي في متناول الجميع داعية السلطات الوطنية والمحلية إلى خلق بيئة مناسبة لسلوك صحي.