يعاني سكان دوار بقديش المعروف بحوش ”كوشار” غربي بلدية سيدي أعمر في جنوب ولاية تيبازة، من نقص فادح في البرامج التنموية التي أثقلت كاهلهم، وضاقوا ذرعا من الوضعية الكارثية التي آل إليها حيهم، جراء تجاهل السلطات المحلية لمطالبهم الرامية إلى تحسين ظروف العيش بالحي الذي يفتقر إلى أدنى ظروف الحياة الكريمة، على حد تعبير سكان الحي الذين أكدوا ل”الفجر”، أنهم عانوا لسنوات طوال من الإقصاء والتهميش الذي حرمهم من برامج تنموية محلية من شأنها أن ترفع عنهم الغبن. وأشار سكان دوار بقديش، في ظل تذمرهم وسخطهم الشديدين، إلى العزلة التي فرضت عليهم بسبب افتقار حيهم للمرافق الضرورية للعيش الكريم، حيث يعاني هؤلاء من نقائص جمة في مقدمتها اهتراء مسالك الحي بفعل انتشار الحفر والمطبات المتناثرة من هنا وهناك عبر كامل أرجاء وطرقات ومسالك الحي المختلفة، بينما يشهد الحي نقصا رهيبا في الإنارة العمومية، يضيف هؤلاء السكان علاوة على انعدام الخدمات الصحية. ويشتكي السكان، بالمقابل، من افتقار حيهم لمسجد مقارنة بالأحياء الأخرى التي استفادت من مشاريع إنجاز مساجد تقيهم عناء التنقل من أجل أداء الصلوات في المساجد المجاورة، حيث يقطن بالحي أكثر من 1500 نسمة، مطالبين السلطات الوصية بالالتفات إلى مطالبهم والشروع الفوري في تعبيد مسالك وأزقة الحي التي تعرف درجة متقدمة من التصدع والاهتراء. سكان حوش كوشار الذين يقطنون في بيوت هشة وقصديرية مبنية من الطوب والقش، طالبوا السلطات المحلية بتخصيص سكنات ريفية تحفظ كرامتهم، وألحوا على مطلب توفير مستوصف للاستفادة من الخدمات الصحية لتجنيبهم تكاليف وعناء التنقل إلى غاية سيدي أعمر، مركز المدينة، لتناول حقنة أو للكشف عن العلاج، وكذا مشكل الإنارة العمومية من خلال زرع بعض الأعمدة التي من شأنها أن تنعش يوميات سكان المنطقة المظلمة، خاصة وأن المنطقة تقع في أسفل مرتفعات وتكسوها غابات كثيفة، ناهيك عن الوضع الأمني غير المستقر منذ عدة سنوات.