شكل موضوع المعاناة اليومية للفلسطينيين أحد المحاور الرئيسية لأحداث الفيلم الموسوم ب”عيون الحرامية”، الذي أعادت من خلاله المخرجة نجوى النجار إلى الأذهان صور الانتفاضة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، المستمد من قصة حقيقية تكشف جانباً من معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. وكان العمل الذي عرض، سهرة أمس الأول، بالعاصمة، ضمن مشاركته في المنافسة الرسمية لمهرجان الجزائر الدولي للسينما في فئة الأفلام الروائية الطويلة، قد لاقى ترحيبا من قبل الحضور الجزائريين. ويعتبر العمل السينمائي هذا الثاني في مسيرة المخرجة نجوى النجار، بعد عملها الأول الذي حمل عنوان” المرّ والزمان”، أدّت فيه الفنانة الجزائرية المغتربة سعاد ماسي دور البطولة، مناصفة مع الممثل المصري خالد أبو النجا. ويرصد الفيلم في زمن قدره 130 دقيقة، قصة طارق الذي اعتقل 10 سنوات كاملة، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبعد الإفراج عنه يعود طارق إلى بلدته ويفاجأ وقتها بموت زوجته وتشرد ابنته “نور” التي تبنتها “ليلى”، فتاة تشتغل خياطة وتعيش بنابلس، فيبدأ فصلا آخر من حياته، حيث اشتغل سمكريا لدى المقاول عادل، ليتقرب من “ليلى” بهدف استعادة طفلته التي لا يعرفها أبدا، يكتشف طارق أن عادل منحاز للصهاينة، بحيث كان يمدهم بالمياه دون علم أبناء بلده، ففضحه في النهاية، ما جعل أهالي البلدة يتخلون عن عادل الذي خانهم بطريقة أو بأخرى. أمّا “طارق” فواصل طريقه والشكوك ترواده حول ما إذا كانت “ملك” التي رعتها “رشيدة” و”ليلى” ابنته أم لا. وأشارت المخرجة نجوى النجار، على هامش العرض، بأنها “أرادت عبر هذه القصة أن تسليط الضوء على المعاناة اليومية والواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت رحمة الاحتلال، فرغم أملهم الكبير في الحياة إلا أنّ صدى المقاومة لا يفارقهم أبدا”.