كشفت دراسة جديدة حقيقة أن الناس الماديين هم الأكثر عرضة للاكتئاب وعدم الرضا في حياتهم، كما أنهم يشعرون بمستوى أقلّ من الامتنان والرضا عن الحياة. ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة بايلور أن التركيز على ما تريده والتغاضي عمّا لديك حالياً يعقّد الأمور ويجعلك تعيساً. الدراسة،التي نشرت في مجلة ”الشخصية والاختلافات الفردية”، أجرت اختباراً على 246 شخص في إحدى الجامعات الخاصة، حيث اختبر الباحثون إلى أي حدّ كان هؤلاء مادّيين ومدى رضاهم عن حياتهم ومستويات الامتنان لديهم. يؤكّد علماء النفس مدى أهمية الامتنان للشعور بالرضا عن الحياة والسعادة، فالامتنان مزاج إيجابي وهو شعور مرتبط بالناس الآخرين. وقد وجدت بحوث سابقة أن الناس يندفعون لمساعدة من يساعدهم والآخرين أيضا. فالإنسان مخلوق اجتماعي، والتركيز على الآخرين بطريقة جيدة أمر ينعكس إيجابياً على صحته وعلى النقيض من إيجابية الشعور بالامتنان الذي يجعل الناس سعداء، تسبب المادّية إحساساً دائماً بالنقص والتعاسة. وإن قدرة الإنسان على التكيف مع أوضاع جديدة تساعد على فهم لماذا اكتساب المزيد من الأشياء لا يجعله أكثر سعادة. ”نحن نجمع المزيد والمزيد من الممتلكات، ولا نحصل على المزيد من السعادة. نشتري منزلاً وسرعان ما نرغب بمنزل أكبر. نمتلك سيارة ونطمح إلى واحد أغلى وأفضل. نستمر في شراء المزيد والمزيد من الاشياء ولكن كل ذلك لا يقربنا من السعادة”.. فعلى حدّ تعبير الفيلسوف اليوناني أبيقور: ”لا تفسد ما لديك بالتفكير بما ليس لديك؛ تذكر أن ما لديك الآن كان من قبل من الأشياء التي كنت تحلم بها”.