تقود بعض ربات البيوت في بعض الأحياء الشعبية حملات تنظيف بمشاركة العديد من نساء وفتيات الحي، أين يكنسن ويجمعن القمامة، في جو حميمي وتطوعي لتزيين حيهن، بعدما فقدن الأمل في الرجال تحت شعار شعبي ”المعاونة تغلب السبع”. تجتمع مؤخرا بعض ربات البيوت والفتيات في الأحياء الشعبية مع عائلاتهن في نهاية كل أسبوع لتنظيف الطرقات وأرصفتها من القمامات والنفايات المتراكمة هنا وهناك، حيث لاقت هاته المبادرة استحسان الكثيرين، خاصة وأن بعض رجال وشباب الحي عزفوا عن تنظيفها، فضلا عن زرع بعض النباتات والأشجار لتزيين الواجهات في جو يسوده الضحك واللعب بعيدا عن جو المشاحنات التي كانت تحصل بين الجيران. وفي هذا الشأن أعربت جل النساء ممن تحدثن إليهن أن أعمال التنظيف التي يقمن بها جاءت بناء على فكرة تم تداولها في إحدى المجالس على خلفية بعض الأوساخ والأوراق المتناثرة في الأرض والممتدة إلى مدخل العمارات والبنايات وعلى الأرصفة والمساحات الخضراء دون مراعاة ما يترتب عن ذلك، لتتشكل مفرغات عشوائية أصبحت قبلة للحيوانات الضالة على غرار القطط والكلاب والحشرات، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها والأمراض المعدية الناجمة عنها، وذلك لاسترجاع الوجه الحقيقي والجمالي للحي المفقود منذ سنوات، نتيجة غياب الثقافة البيئية، ليتم تجسيدها فيما بعد عن طريق وضع إعلان في الحي يتضمن شعار دعوة للراغبين والراغبات في الانضمام والمساعدة في هذه الحملة، معربات عن فرحهم بالعمل التطوعي والجماعي، داعيات كل بنات ونساء الأحياء الأخرى لتنظيم مثل هاته الحملات من أجل الحفاظ على بيئتهن ونظافة مدينتهن. من جهة أخرى، لقيت هاته المبادرة استحسان بعض الرجال ووجدوا في حملة التنظيف هذه رمز للتضامن والتآزر بين أبناء الحي الواحد. وفضلا عن أعمال الكنس والتنظيف، تطوعت بعض الشابات والشباب ممن لديهم مواهب في رسم بعض اللوحات على الجدران لتحسين مظهر حيهم، مستخدمين وسائل بسيطة من ألوان وطلاء ودهانات، كما ترتكز حملة النظافة، حسب صاحبة الفكرة خديجة التي تقطن ببلدية زرالدة، على عدة أهداف ومراحل منتظمة، من بينها نشر ثقافة التحسيس والتوعية بين السكان لعدم رمي القمامة في الشوارع وتجميل الحي، تليها تقسيم أفواج وإسناد كل فوج مهمة معينة، قائلة: ”النظام والترتيب يمثلان نصف العمل”. ولإعطاء تحفيز وتشجيع لهاته المبادرة، قامت بعض العائلات بتخصيص جوائز للفوج الذي ينجز مهمته على أحسن وأكمل وجه، وذلك من باب إعطاء دفع قوي لهاته الحملة وفتح المجال للراغبين في المشاركة في طابع أسري و أخوي.