قال خبراء في مجال الصحة، إنه يجب اعتبار تلوث الهواء أحد عوامل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التي يمكن تفاديها، ومنها التدخين وزيادة الوزن. وحث الخبراء الناس على اتخاذ خطوات لحماية أنفسهم من العوادم الكثيفة للسيارات وتلوث الهواء الناجم عن الأنشطة الصناعية متى استطاعوا إلى ذلك سبيلا. كما حثوا المسؤولين على إقرار قوانين للحد من تلوث الهواء. وقال روبرت ستوري، أستاذ أمراض القلب بجامعة شيفيلد في بريطانيا، كبير معدي البيان:”أمراض القلب مشكلة عالمية كبيرة تسبب معاناة هائلة وتؤدي إلى الوفاة المبكرة، كما أنها تضع ضغوطا شديدة على ميزانيات الرعاية الصحية الوطنية والموارد المالية الأسرية”. وكتب ستوري وزملاؤه، في دورية القلب الأوروبية، أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من ثلاثة ملايين حالة وفاة في أنحاء العالم كل عام وفي 3.1 بالمائة من كل حالات العجز. وأشاروا إلى أن تلوث الهواء يحتل المرتبة التاسعة في الأهمية بين عوامل مخاطر أمراض القلب متجاوزًا عوامل أخرى، هي قلة التمارين البدنية وزيادة الملح في الطعام وارتفاع كولسترول الدم وتعاطي المخدرات. وقال ستوري إنه في حين أن ملوثات الغاز في الهواء قد تكون خطيرة أيضا تشكل الجسيمات المحمولة جوًا أكبر مساهم في الإصابة بأمراض القلب، لأنها تسبب التهاب الرئتين والأوعية الدموية والجلطات وعدم انتظام نبضات القلب. وقال روبرت بروك، أستاذ القلب بجامعة ميشيجان، أحد الخبراء إن الكثير من الناس لا يدركون الآثار الخطيرة لتلوث الهواء على القلب. وقال في رسالة البريد الإلكتروني ”بينما قد يعتقد غالبية الناس أن تلوث الهواء ربما يسبب أمراض الرئة فإن أمراض القلب هي في الحقيقة الأثر الصحي الأكبر للتعرض لجسيمات الهواء الدقيقة”. ونصح بعض الخبراء الناس بحماية أنفسهم من آثار تلوث الهواء بالمشي وركوب الدراجات واستخدام المواصلات العامة، بدلا من قيادة السيارات وممارسة التمارين البدنية في الحدائق وليس الطرق المزدحمة. كما نصحوا كبار السن ومرضى القلب والأطفال بتجنب التعرض للمستويات المرتفعة من التلوث خارج المنزل. وقال الخبراء إن سكان المناطق ذات مستويات التلوث العالية يجب أن يفكروا في استخدام أنظمة تنقية للهواء في منازلهم لأن كمية كبيرة من التلوث خارج المنازل يمكن أن تنفذ إلى داخل المباني.