كشف تقرير صادر عن ”المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها جماعة الحوثي في اليمن خلال الشهر الأول الذي أعقب سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي، حيث بلغ إجمالي الانتهاكات 4531 انتهاكا، تركزت في مناطق شمال وغرب العاصمة اليمنية. كشف التقرير أن صنعاء شهدت سلسلة انتهاكات جسيمة تنوعت بين أعمال قتل واختطاف، واحتجاز للحريات السياسية والإعلامية وحريات المجتمع المدني، وانتهاكات بحق الممتلكات الخاصة والعامة والمؤسسات التعليمية والطبية، كما سجل فريق المرصد ثلاث جرائم تصفية ارتكبها مسلحون حوثيون في حق جنود جرحى أثناء رقودهم وامتثالهم للعلاج داخل مستشفى حكومي بصنعاء، فضلاً عن اختطاف عدد آخر من منازلهم بعد خروجهم وتماثلهم للشفاء، إضافة إلى عدة حملات اختطاف لقيادات عسكرية وسياسية وشخصيات اجتماعية وقبلية، كما شملت الاختطافات ناشطين حقوقيين وإعلاميين كانت لهم آراء ومواقف رافضة للسيطرة الحوثية على العاصمة صنعاء. كما تمكن المرصد من توثيق أكثر من خمسين حالة اعتداء بحق المؤسسات والممتلكات العامة التي لا يزال مسلحو جماعة الحوثي يستولون عليها، وعلى صعيد الاعتداء على الممتلكات الخاصة، سجل المرصد حالات اعتداء قام بها مسلحون حوثيون ضد منازل مواطنين، ونهب بعض الممتلكات الخاصة من أثاث وأجهزة إلكترونية ونقود ومجوهرات وأسلحة شخصية ومركبات، وفيما يتعلق بالانتهاكات ضد الإعلام المحلي والدولي في اليمن خلال الشهر الأول، وثق المرصد 66 حالة انتهاك من تاريخ دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء وسيطرتهم عليها، كما تلقى الفريق شكاوى وبلاغات من 37 صحفياً وإعلامياً تعرضوا للاعتداء الجسدي، إضافة إلى قصف واقتحام منازلهم ونهب بعض محتوياتها، فضلاً عن توقيف واحتجاز بعضهم ومصادرة مقتنياتهم الشخصية أثناء أدائهم لمهامهم. كما بلغ عدد الانتهاكات بحق المجتمع المدني 22 انتهاكا، تنوعت ما بين عمليات اقتحام وتفتيش ونهب وقصف عشوائي لمنظمات المجتمع المدني والنوادي المحلية، ومنها جمعية للمعاقين شمال غرب صنعاء. كما رصد فريق المرصد سلسلة انتهاكات بحق المؤسسات التعليمية في العاصمة صنعاء خلال الاجتياح المسلح لها، بلغ عددها 37 انتهاكاً، تنوعت ما بين اقتحام ومداهمة واحتلال لعدد من المدارس والجامعات الحكومية والأهلية، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ونهب محتويات بعضها، وعلى صعيد الانتهاكات بحق الطفولة، سجل المرصد تجنيد الحوثيين للمئات من الأطفال ، وهم يتوزعون على نقاط التفتيش المنتشرة داخل شوارع وأحياء العاصمة صنعاء. وميدانيا، أطلقت الشرطة اليمنية النار على أنصار للحراك الجنوبي، حاولوا اقتحام مبنى محافظة شبوة، جنوبي اليمن، ما أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة آخر، الاثنين، وأكد مصدر طبي استقبال مستشفى عتق الحكومي لقتيل وجريح، إثر المصادمات بين الشرطة ومحتجين، في وقت شهدت عدة مدن جنوبي اليمن، عصيانا مدنيا، استجابة لدعوة أطلقها الحراك الجنوبي، في إطار برنامجه التصعيدي، للمطالبة بالانفصال. فيما أطلقت الشرطة الرصاص الحي في الهواء، في حي المنصورة بعدن، لتفريق نشطاء الحراك الجنوبي وفتح الطرقات، وشهدت المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، فضلا عن عتق، عاصمة شبوة، أحداثا مشابهة، كما يواصل الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي اعتصامهم المفتوح الذي بدأ في 14 من أكتوبر الماضي، للمطالبة بفصل الجنوب عن الشمال. كما قتل 12 مسلحا من جماعة أنصار الحوثي، مساء الأحد، في هجومين في منطقة المناسح بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بينما قتل وأصيب أكثر من 30 مسلحا من جماعة الحوثي في منطقة أرحب شمال صنعاء في كمين نصبه مسلحون قبليون، وذكرت مصادر قبلية أن الحوثيين فجروا منزل القيادي في حزب الإصلاح يحيى تقي في قرية المكاريت، لتندلع اشتباكات أسفرت عن قتلى في صفوف القبائل، وفي وقت لاحق نصب المسلحون القبليون كمينا للحوثيين، ما أدى إلى مقتل وإصابة 30 شخصا. وأكدت المصادر أن تعزيزات كبيرة للحوثيين وصلت إلى قرية المكاريت التي تشهد توترا كبيرا، وبعد سيطرة الحوثيين على أرحب قبل أكثر من أسبوع، نفذوا سلسلة اقتحامات لعدد من المنازل، واعتقلوا العشرات من أبناء القبائل وأعضاء في حزب الإصلاح، كما فجروا عددا من المنازل، وقتل وجرح عشرات من مسلحي جماعة الحوثي في الأيام القليلة الماضية في هجمات وتفجيرات في رداع بمحافظة البيضاء والحديدة.