عرفت أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية في الأسواق الوطنية ارتفاعا محسوسا في الفترة الأخيرة، ولم تسلم البقوليات الجافة على غرار لوبيا، العدس والحمص، الجلبانة وغيرها من هذا الارتفاع، فقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من العدس 150 دج، بينما الفاصولياء 180 دج. وأرجع الناطق باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح خاص ل”الفجر”، ارتفاع أسعار الحبوب الجافة مؤخرا إلى كثرة الطلب عليها بحلول موسم الشتاء، حيث يكثر الطلب على هذه المواد خاصة على مستوى المطاعم والجامعات والمستشفيات وغيرها، ما يلهب ثمنها، فضلا على عامل المضاربة الذي يكون له يد كبيرة في رفع الأسعار. كما اعتبر بولنوار أن فارق الثمن بين سوق الجملة والتجزئة كبير جدا، نتيجة انعدام الرقابة، داعيا الحكومة إلى تسطير مخطط وطني لضبط الأسعار وتشديد الرقابة على التجارة الخارجية، مشيرا أن هذه المواد عندما ينخفض ثمنها في الأسواق العالمية لا ينعكس ذلك على الأسواق الجزائرية. وقد بلغت زيادة أسعار هذه المواد بنسب كبيرة جدا تقارب ال40 بالمائة بالنسبة لبعض المواد، فمثلا العدس ارتفع سعره بنسبة 40 بالمائة، واللوبيا بنسبة 15 بالمائة والحمص بنسبة 20 بالمائة والأرز بنسبة 25 بالمائة، وذلك على حساب القدرة الشرائية للمواطن ذي الدخل المحدود. ويتحجج التجار مرجعين ارتفاع الأسعار إلى ارتفاعها في أسواق الجملة، فيما أكد البعض الآخر ارتفاعها في السوق العالمية، كما أن الجزائر تستورد كل هذه المواد، غير أن المستهلك لا يؤمن بمثل هذه الحجج التي يقدمها تجار التجزئة لتبرير تضاعف أسعار البقوليات بهذه النسب الخيالية. وكان الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين قد دعا، في وقت سابق، إلى تسقيف أسعار المواد الغذائية الأساسية، وهذا بعد استفحال المضاربة في الأسواق الوطنية، حيث أكد في هذا الإطار الناطق الرسمي باسم الاتحاد، الحاج الطاهر بولنوار، أن الدولة مطالبة بوضع سياسية وطنية لأسعار المواد الغذائية الأساسية إن أرادت التحكم في أسعار هذه المواد وضمان مراقبة الأسواق بشكل دوري.