سجل انهيار بنايات بالمدينة العتيقة بقسنطينة دفعة واحدة ظهر أول أمس الجمعة، ما أدى إلى تسجيل خسائر مادية، ولحسن الحظ أن الانهيار وقع في حدود الساعة الواحدة زوالا وقت صلاة الجمعة والمحلات مغلقة، وإلا لوقعت مأساة حقيقية وسط سكان وتجار السويقة حسب ما أكده أمس تجار. وانهارت بنايات مشيدة في الحقبة العثمانية بالطوب والعرعار دفعة واحدة، وهو ما يؤكد أن هذه السكنات لم تعد قادرة على تحمل تعب السنين، ولن تعد عمليات إعادة الاعتبار التي خصصت لها الدولة ملايير السنتيمات مجدية، وكثيرا ما تغنت بها وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي التي كانت تصر على ضرورة إعادة الاعتبار والترميم ورفض أي أطروحة من قبل المسؤولين عدا ذلك، خاصة وأن السويقة مصنفة كإرث تاريخي ومعلم أثري. ووقفنا أمس على حجم الانهيار وتضرر سكنات أخرى مع ضياع محلات تجارية بشكل كلي، وهو ما أدى بالبلدية، حسب ما أكده ل”الفجر” رئيس القطاع الحضري سيدي راشد، حكيم لفوالة، إلى غلق الممر الرئيسي الذي يتوسط المدينة العتيقة وبداية أشغال رفع الردم وما خلفه هذا الانهيار الذي يشبه الزلزال على حد قول أحد المتضررين، موضحا في سياق حديثه أن التجار المتضررين يطالبون بضرورة تعويضهم خاصة وأنهم توقفوا عن العمل بشكل كلي. ومعلوم أن سلطات قسنطينة باشرت في عمليات ترحيل متتالية للمقيمين بالسويقة صوب سكنات جديدة بعلي منجلي، إلا أن العديد من السكان يرفضون الترحيل، حسب تأكيدات مسؤولين. كما باشرت وزارة الثقافة عمليات ترميم شاملة اتسعت دائرتها مع تولي تومي الوزارة، وهو ما أدى إلى إنفاق أموال ضخمة في أشغال يعتبرها الكثير بمثابة بريكولاج، خاصة وأن هذه الأشغال زادت الأمور سوءا في عدة أزقة، كما تسببت في ضياع الوجه الحقيقي للسويقة.