و أوضح ذات المصدر بأنه تم تعيين 15 مكتب دراسات فرنسي- جزائري متخصص في إعادة تأهيل المباني العتيقة من أجل ضمان أشغال ترميم الموقع و العمل على إنهاء مرحلة الدراسة الخاصة بترقية شارع ملاح سليمان، و قد تم ضبط أشغال إعادة التأهيل على أساس المخطط الدائم لحفظ و استصلاح القطاعات المحفوظة ستشرف عليها ملحقة قسنطينة لديوان تسيير و استغلال الممتلكات الثقافية، كما أن التوجيهات و خرائط التهيئة الخاصة بالمخطط الدائم لحفظ و استصلاح القطاعات المحفوظة مكنت من كسب وقت كبير في التحضير للدراسات المتعلقة بإعادة تأهيل المدينة العتيقة بقسنطينة، للتذكير تعيش السويقة العتيقة اليوم تحت تهديد الزوال والانهيار والقضاء نهائيا على تاريخ وتراث مدينة بأكملها، الصخر العتيق هذه المدينة التي تئن لخسارة أعتق مناطقها التاريخية فبدء من الإهمال المقصود والفوضى التي طالت معالمها وأزقتها القديمة التي تمثل تاريخ مدينة بأكملها وصولا إلى عمليات الترميم المتعددة والتي لم تجد نفعا في إعادة الاعتبار للمدينة القديمة التي لم تلمسها المشاريع التنموية ولا حتى مشاريع التحسين الحضري، هذه الأخيرة التي بإمكانها أن تخرج المدينة القديمة من خطر الزوال والضياع، فالزائر للسويقة يلاحظ ومن الوهلة الأولى قدم البنايات التي تروي حكايات الزمن الماضي وقصص العائلات الأصيلة التي عايشت تاريخ السويقة ليلعب الزمن دوره في انهيارها وانزلاقها نحو هاوية الضياع رغم إصرار سكانها على بقائها وإحيائها من خلال استمرار عادات البيع والأكلات الشعبية التي تنفرد بها المنطقة التي يتوافد عليها كافة سكان مدينة قسنطينة، إلا أن ملامح هذه المدينة العتيقة يهددها شبح الاندثار والزوال من كل النواحي ليبقى المواطن القسنطيني يصارع الزمن ويعاند الانهيارات والإنزلاقات التي شوهت المنظر العام للأروقة والأزقة التي تكاد تروي لك قصص وحكايا الزمن الجميل التي عايشه أجدادهم، وبين هذا وذاك يبقى أحد أهم المعالم التاريخية بعاصمة الشرق الجزائري تحت رحمة تضاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، والتي من الممكن أن تشفع فيها وتساهم بشكل كبير في استرجاع المجد الضائع.