تعيش قسنطينة منذ أول أمس، أزمة مازوت حقيقية، حيث فضل العديد من أصحاب محطات توزيع الوقود غلق جناح المازوت، بعد أن تم استهلاك كل ما في الخزانات، ما أحدث حالة من الفوضى. وأكد صاحب محطة وقود واقعة على الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين عاصمة الشرق وعنابة، والتي تعتبر واحدة من أنشط محطات توزيع الوقود بالناحية، أن العمال يواجهون صعوبات كثيرة مع أصحاب الشاحنات والحافلات الذين فضلوا الانتظار في طوابير للحصول على المازوت رغم وضع لافتة كتب عليها: ”المازوت غير متوفر”، مؤكدا في سياق حديثه أنه أتصل شخصيا بمسؤولي التوزيع على مستوى وحدة بونوارة وأكدوا له أن المشكل سيحل بداية من اليوم السبت. وتواصلت أزمة المازوت نهار أمس، حيث توقف عدد من الناقلين من أصحاب الحافلات عن النشاط، ما عمق أزمة النقل على مستوى عدة خطوط ولائية ووطنية انطلاقا من مدينة قسنطينة. وكانت مؤسسة نفطال قد أكدت أن هذا الاضطراب سيتم تجاوزه وأن المازوت متوفر، وسيتم تموين أصحاب المحطات بالكميات اللازمة. ولا تزال أزمة المازوت الخانقة متواصلة بباتنة منذ منتصف الأسبوع الماضي، ما جعل المواطنين والناقلين يبدون استيائهم من هذا الوضع، غير مستبعدين شللا تاما في حركة المواصلات إن استمرت الأزمة مدة أطول، حيث تصطف السيارات في طوابير طويلة تنتظر الدور للتزود بالوقود أمام المحطات العمومية والخاصة لمدة قد تصل إلى 48 ساعة، مثلما كشف لنا صاحب حافلة للنقل الحضري، الذي أكد أنه قضى ليلة أمام المحطة من أجل التزود بالمازوت. وقال ناقلون يمتلكون شركات تعمل على مختلف الخطوط خارج الولاية، إن حركة المواصلات ستكون مهددة لو تواصلت الأزمة لمدة ثلاثة أيام على الأكثر. وفي حديث مع مسير محطة وقود تابعة لشركة نفطال كشف أن الكميات التي تأتي يوميا إلى ولاية باتنة من مركزي الخروب أو سكيكدة قد قلت بشكل ملحوظ وتراجعت إلى أقل من النصف، علما أن الكمية الطبيعية للمازوت تقدر ب1 مليون لتر يوميا، توجه لتغطية احتياجات ولاية باتنة. وفيما كشف مواطنون وناقلون أن الأزمة ”مفتعلة” لتحويل الأنظار عن قضية الغاز الصخري، لا تزال الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود بباتنة تنتظر انفراج هذه الأزمة، وتزويد الولاية بالكميات اللازمة من هذه المادة.