يبدو أن ”حرب الغاز العالمية” التي اندلعت هذا العام بين العملاقين للطاقة سوناطراك الجزائرية وغازبروم الروسية، ستتواصل في سنة 2015، وتسابقهما لافتكاك الأسواق الأوروبية وأسواق أخرى لتمويلها بالغاز ستحتدم تزامنا مع أزمة النفط العالمية، فبات من الضروري التركيز على الغاز لتعويض نقص العائدات الناجمة عن تهاوي أسعار البترول. وتعتبر أسعار الغاز الحلقة الأهم لكسب مزيد من الأسواق والحصص العالمية، بالنسبة لسوناطراك أو منافستها غازبروم، فبعد حالة الاستنفار والحراك الكبير الذي باشرته إطارات الشركة ووزير الطاقة يوسف يوسفي لاسترجاع كل الزبائن الذين سلبتهم إياها غازبروم، واستغلال أزمة القرم التي تتخبط فيها روسيا قصد كسب زبائن جدد توردهم بالغاز عوض الشركة الروسية غازبروم، من المزمع أن تلعب غازبروم على وتر ”الأسعار” لاستعطاف وكسب أسواق جديدة تورد لها الغاز. وحسب آخر التقارير الصحفية الروسية نقلا عن توقعات لوزارة الاقتصاد الروسية، فإن سعر شحنات الغاز الروسي لمعظم دول الاتحاد الأوروبي وتركيا ستنخفض بنحو 35 بالمائة هذا العام على إثر سقوط أسعار النفط. وذكرت نفس المصادر أن متوسط سعر إمدادات الغاز التي توردها شركة غازبروم الروسية إلى تركيا ودول الاتحاد الأوروبي ماعدا الجمهوريات السوفيتية السابقة ليتوانيا ولاتفيا واستونيا قد يقترب من 222 دولارا لكل ألف متر مكعب. وتدر المبيعات إلى أوروبا أكثر من نصف إيرادات غازبروم التي تساهم بنحو ثمانية بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الروسي. وترتبط أسعار الغاز في عقود غازبروم طويلة الأجل بأسعار النفط مع فارق زمني يتراوح بين ستة وتسعة أشهر. وقال سيرجي كوبريانوف، المتحدث باسم غازبروم، إنه من السابق لأوانه التنبؤ بالسعر النهائي لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا التي تلبي 25 بالمائة من احتياجاتها من الغاز عبر إمدادات غازبروم. وامتنعت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد عن التعليق على الفور حول الموضوع، في حين نقلت الصحافة الروسية عن مسؤول بوزارة الاقتصاد دون ذكر اسمه، أن توقعات الوزارة قد تتغير خلال مراجعات دورية في أفريل وسبتمبر المقبلين. وكانت أسعار النفط العالمية قد انخفضت بنحو 60 بالمائة في الفترة الممتدة بين جويلية 2014 وجانفي 2015، بسبب وفرة العرض وتراجع الطلب. من جهة أخرى، يبدو أن غازبروم ستكون أشرس منافسي سوناطراك في السوق المصرية للغاز، فبعد الاتفاق الذي جرى لإمداد مصر بالغاز المصري، هاهي غازبروم تعلن عن تصديرها للغاز الروسي إلى مصر. وقد كشف وزير البترول المصري، شريف إسماعيل، أن بلاده اتفقت مبدئيا مع شركة غازبروم الروسية على استيراد 35 شحنة غاز مسال بداية من العام الحالي وحتى عام 2020 ونقلت صحيفة البورصة المحلية عن الوزير قوله ”غازبروم ستورد لمصر 7 شحنات غاز طبيعي سنويا بدءا من العام الجاري وحتى 2020. وفي أواخر الشهر الماضي، أعلنت وزارة البترول أنها اتفقت على استيراد ست شحنات من الغاز المسال الجزائري حجم كل منها 145 ألف متر مكعب، خلال الفترة من أفريل وحتى سبتمبر 2015، بمعدل شحنة شهريا. وفضلا عن الاتفاقات مع سوناطراك الجزائرية وغابروم الروسية، طرحت مصر في أكتوبر الماضي مناقصة لاستيراد الغاز الطبيعي من الخارج. وتقدمت للمناقصة سبع شركات من بينها شركة بي.بي البريطانية.