شكل طي ملف إنشاء مراكز لرسكلة النفايات المنزلية، حسب ما أمرت به كاتبة الدولة لدى وزيرة التهيئة العمرانية والبيئة المكلفة بالمدينة والبيئة، دليلة بوجمعة، منذ سنة مضت، معضلة حقيقية زادت في تدهور الوضع البيئي لولاية عنابة التي تغرق بلدياتها في أطنان من النفايات، خصوصا بعد إغلاق مفرغة البركة الزرقاء ببلدية البوني. لم يجد اقتراح الوزيرة أي استجابة من قبل الشباب الذي دعته إلى استحداث مؤسسات صغيرة ومتوسطة تنشط في فروع فرز، تدوير ورسكلة وتثمين النفايات قصد خلق الثروة وحماية المحيط، حيث سيمكن هذا التوجه من التحكم في تسيير النفايات المنزلية ترقية صورة المحيط وتحسين الإطار العام لمعيشة السكان. وعلى الرغم من إعلان مسؤولي بلدية عنابة على إنشاء مركز رسكلة منذ سنتين لم يجد طريقه للتجسيد بعد، علما أن مؤسسة ”جيتي زاد” الألمانية كانت قد أقدمت على تنفيذ أولى خطوات المشروع ببلدية سرايدي، غير أن الخلاف المالي و”ألتسييري” مع الشريك الألماني أوقف جميع المشاريع وزج بها في خبر كان. من جانب آخر شكل التلاعب بأموال المشاريع البيئيية، على غرار 400 مليون خصصت لتحويل المفرغة العمومية بالبركة الزرقاء إلى منتجع غابي واستبدالها بمفرغة أخرى كائنة ببلدية برحال على بعد 40 كيلومتر من بلدية عنابة وسط، القطرة التي أفاضت الكأس واستدعت تدخل فرق التحقيقات الاقتصادية من أجل تسليط الضوء على ملفات القطاع البيئي الذي تبقى أنشطته تسودها الضبابية والتذبذب بشكل كبير. إنشاء مراكز ردم جديدة، رسكلة النفايات المنزلية، تدعيم قطاع عمال النظافة ومعالجة مشاكلهم.. كل هذه المحاور وغيرها لاتزال تنتظر التجسيد الواقعي من أجل وضع حد للتدهور البيئي الذي أصبحت تترجمه الوضعية الكارثية لحالة جل أحياء بلديات عنابة، نتيجة عمليات التخلص من أطنان من النفايات المنزلية بمساحات تتوسط المجمعات السكنية، أين يعمد عدد كبير منن المواطنين لإحراق نفاياتهم بعين المكان بعد الإبقاء على هذه المخلفات لأسابيع كاملة. في هذا السياق طالب العديد من رؤساء البلديات بضرورة إعادة فتح المفرغة العمومية البركة الزرقاء بمنطقة حجر الديس، جراء بعد منطقة برحال وما ينجر عنها من مشاكل طالت شاحنات النقل، وحتى عمال النظافة الذين وجدوا أنفسهم يبذلون جهدا مضاعفا بسبب العمل المضني بهذه المفرغة العمومية الجديدة. عدم وجود أي حركية تنموية فعالة في القطاع البيئي بعنابة صنف هذه الأخيرة ضمن أولى ولايات الوطن الأكثر تلوثا، والمتسببة فيه المجمعات الصناعية من جهة والتسيير غير العقلاني للنفايات المنزلية، التي كان آخرها رفع 21 طنا من مخلفات هدم بناية قديمة وقمامة منزلية في قلب حي ”لاكولون” بمدينة عنابة عقب بقائه قرابة سنة كاملة على حاله، ما يؤكد حالة الانسداد في هذا القطاع الحيوي، والذي كان من أولى أولويات المجلس البلدي المنتخب مؤخرا.