حذّر رئيس حزب ”تاج”، عمار غول، من اللجوء إلى الشارع الذي سيؤدي بالضرورة إلى انزلاقات خطيرة وسيسمح بتفريخ ”داعش” وإعادة البلاد إلى سنوات الجمر، موضحا أن الجزائر مستهدفة ويراد أن تجر إلى ربيع دموي جديد بوجه آخر وأخطر يشارك في صنعه أبناء البلد الواحد، بعد أن فشلت مخططات الربيع العربي في تقسيمها إلى 6 دويلات. وقال غول، أمس، خلال تنشيطه لندوة سياسية بمناسبة الذكرى ال44 لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بمقر حزبه بالعاصمة، إن الجزائر تصدت للربيع العربي والقاعدة وداعش، وليس من الطبيعي أن يجر أبناؤها لأن يكونوا عصا يضرب بها أمن واستقرار البلاد، أو يكونوا طرفا في تجسيد مخططات الغرب وأمريكا. وفي رده على دعوة الأحزاب المعارضة للخروج إلى الشارع بحجة التعبير عن تضامنهم مع سكان الجنوب، أوضح غول، إن يوم 24 فيفري، هو يوم البناء وتعزيز الوحدة الوطنية وفرصة لتلاحم وتماسك الشعب، وليس محطة يستغلها البعض سياسويا من أجل زرع الإحباط ورسائل التشكيك والتخويف والفتنة والانحراف، مؤكدا أن الشعب الجزائري ليس بالمغامر أو المتاجر بأمن واستقرار البلاد. وأشار إلى أن الاختلاف في الأمور السياسية أمر طبيعي، لكن لابد أن لا يخرج ذلك عن إطار الحوار، وقال إن ”الجزائر لا يمكن أن نتركها للمغامرين أو الارتجاليين والسماسرة الذين وضعوا أيديهم في أيدي من ساهموا في تفكيك الوطن العربي الإسلامي”. وتابع المتحدث بأن من استعجل التموقع الحزبي أو الشخصي أو الآني، فعليه أن يحضر للاستحقاقات المقبلة، مبرزا أن ترك فرصة الدستور والاستحقاقات ومعارضة المبادرات المطروحة على الساحة السياسية واللجوء إلى الشارع، أمر استعجالي وارتجالي مصيره الفشل، وواصل بأن الجزائر مستهدفة لأنها تشكل عائقا أمام الهيمنة على خيرات وسيادة دول المنطقة، موضحا أنها دولة محورية ولها دور ريادي في شمال إفريقيا والساحل، ويراد لها أن تهتز وأن يقلص ويقزم دورها في المنطقة.