منعت وزارة التربية الوطنية منعا تاما، الإكراميات التي تصاحب عملية امتحان التثبيت في المدارس التعليمية، ودعت مدراء التربية إلى ردع والتصدي للمفتشين الذين يشجعون مثل هذه الإكراميات التي بدأت تنتشر على مستوى المؤسسات التربوية. وفي مراسلة وجهتها المفتشية العامة للبيداغوجيا بتاريخ 2 فيفري الجاري إلى مديرو التربية والمفتشين حثتهم فيها على ضرورة التصدي لمثل هاته السلوكات التي اعتبرتها تتنافى مع اخلاقيات مهنة التفتيش وتمس بمصداقية الامتحان الذي يعتبر منعرجا هاما في المسار المهني للاستاذ. وأكد المفتش العام للبيداغوجيا في ذات المراسلة بأنه من الآن فصاعدا يمنع منعا باتا إقامة مثل هاته المأدوبات مهما كان مصدرها، كما يمنع مصاحبة أشخاص خارج لجنة امتحان لجنة التثبيت المنصوص عليها قانونا، وهذا بعد أن قال ”لقد انتشرت في السنوات الأخيرة بعض الظواهر التي لا علاقة لها بالأداء التربوي في عملية التثبيت في إشارة إلى المؤدوبات التي ترافق عملية التثبيت والاكراميات التي تتم للمفتشين، والتي تكون غالبها على عاتق الأساتذة المقبل على امتحان التثبيت”، معتبرا أن هذا التصرف ولو كان محدودا إلا أنه يتنافى مع أخلاقيات مهنة التفتيش ويمس بمصداقية الامتحان الذي يعتبر منعرجا هاما في المسار المهني للأستاذ”. وفي الأخير دعت المفتشية العامة للبيداغوجيا كافة مديري التربية للتصدي بحزم لمثل هاته الظواهر حفاظا على مصداقية جهاز التفتيش وهذا من خلال التوعية أولا والعقاب ثانيا في حالة مخالفة هذه التعليمة. والجدير بالذكر ووفق ما علق عليه أحد النقابيين ”أن الاكراميات التي ترافق عملية تثبيت الموظفين في قطاع التربية هو سلوك اعتيادي وأصبح عرف في كل المؤسسات التعليمية، حيث يتكفل الأستاذ المقبل على الترسيم بإعداد إكراميات بسيطة تتمثل في المرطبات والمشروبات وبعض الحلويات يقدمها لزملاءه في المؤسسة وللجنة التثبيت كعربون محبة ووفاء، وهي لا تمس أبدا بمصداقية الامتحان على اعتبار أنها تقام بعد التثبيت وليس قبله، ولم يحدث يوما أن اشتكى المفتشين من هاته السلوكات التي يعتبرها الكثير من التربويين بأنها سلوكات حميدة وتنبع من صلب القيم والأعراف التربوية المتوارثة منذ الاستقلال”. هذا وقال محدثنا ”أنه لا أظن لأن المفتش لا يبلغ مسبقا وهي حبة حلوة وكأس عصير قد تسمى ”رشوة” كما فهم من نص التعليمة ”يعني المفتش سيتناول أقل من 70 د.ج”، متسائلا ”وهل توجد رشوة بمثل هذا المبلغ، خاصة أنه ليس لا بفطور ولا بغذاء وإنما مرطبات ومشروبات تعبيرا عن الفرحة مضيفا ”أعتقد أن وزارة التربية تبالغ وتهول في الأمر وهناك أشياء أهم كان ينبغي التصدي على غرار تحييين القوانين المسيرة للمدرسة”.