يجري مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، مشاورات وترتيبات بشأن نقل المفاوضات بين الفرقاء السياسيين إلى خارج اليمن، حسب ما أفادت مصادر سياسية ودبلوماسية. ذكرت مصادر دبلوماسية يمنية أن بن عمر يبحث الترتيبات المتعلقة بالدولة التي سوف تستضيف الحوار، بعد أن رفضت جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام نقل الحوار خارج صنعاء، والتقى بن عمر بشكل ثنائي قيادات كل من حزب الإصلاح والاشتراكي والناصري لإقناعهم بالعودة إلى طاولة الحوار، وحسب مصادر داخل ”الحوار” فإن بن عمر ناقش مع الحاضرين في جلسة مساء السبت، من ممثلي الحوثي والمؤتمر الشعبي وأحزاب صغيرة أخرى مسألة وضع جدول زمني للمرحلة الانتقالية ما بين 18-24 شهرا، وأضافت المصادر أن الحوار لم يتطرق إلى مسألة تشكيل مجلس رئاسي، وهو ما تصر جماعة الحوثي على حسمه. وقد التقى مساء يوم أمس في مدينة عدن وفد سياسي وقبلي من محافظتي مأرب والبيضاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، يرأسه رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وحسب مصدر في الوفد، فإن أعضاءه أبلغوا هادي دعمَ القوى السياسية والقبلية شرعيته، ومن المنتظر أن يثير ترؤس القبلي الوفد الجدل لأنه يخالف مواقف حزبه التي ترفض التعامل مع هادي على أنه رئيس شرعي. ومن جهة أخرى، وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم أمس، الاتفاق بين إيران والحوثيين على تسيير رحلات بين البلدين بالباطل مشيرا إلى أنه غير قانوني ولم يتم عن طريق إدارة الطيران المدني اليمنية، وأكد الرئيس اليمني أنه ستتم محاسبة الموقعين عليه، واتهم في لقاء مع شيوخ العشائر انعقد في عدن، إيران والحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح بالعمل على احتلال صنعاء وإفشال المبادرة الخليجية، وأوضح هادي أن خروجه إلى عدن لم يكن بهدف تقسيم البلاد بل من أجل الحفاظ على الأمن في اليمن. إلى ذلك، وصلت أول طائرة مدنية إيرانية إلى مطار صنعاء الدولي وعلى متنها عدد من الإيرانيين، إضافة لكميات من الأدوية والمساعدات. وفي السياق نفسه، عقد هادي أول أمس السبت اجتماعا مع السفير السعودي في اليمن محمد سعيد آل جابر الذي استأنف عمله يوم الخميس من عدن، وأكد السفير السعودي في مؤتمر صحفي بعد اللقاء دعم بلاده الرئيس هادي باعتباره يمثل الشرعية الدستورية، مؤكدا ”ضرورة استكمال التسوية السياسية في اليمن في إطار المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية”. يأتي ذلك في وقت شارك فيه عشرات من أبناء محافظة إب في وقفة تضامنية مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية المستقيلين أمام منزلهما في العاصمة صنعاء، وطالب المتضامنون المجتمع الدولي بالضغط على جماعة الحوثيين لإخلاء سبيل المحتجزين، كما تظاهرت حشود من اليمنيين الجمعة في صنعاء وتعز وإب تأييدا لشرعية الرئيس هادي، ورفضاً لما أسموه ”الانقلاب الحوثي” على سلطات الدولة، وطالب المتظاهرون بإسقاط الانقلاب، واستعادة هيبة الدولة ومؤسساتها لتكون قادرة على حماية الوطن، كما طالبوا الحوثيين ومختلف القوى السياسية بتغليب مصلحة الوطن على المصالح الخاصة، والعودة إلى مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة.