شهدت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة وقطاع غزة والقرى والمدن العربية داخل إسرائيل يوم أمس الاثنين، مسيرات ومهرجانات احتفالا بالذكرى ال39 ل”يوم الأرض” الذي يجسد الثبات في الدفاع عن أرض فلسطين ووجودها، ما جعل جنود الاحتلال يتصدون لتلك المسيرات بطرق جد عنيفة. أقدم جنود الجيش الإسرائيلي على التصدي لمسيرات نظمها الفلسطينيون في عدة مناطق بالضفة الغربيةالمحتلة لإحياء ”يوم الأرض”، حيث أفيد عن تعرض بعض المتظاهرين لإطلاق رصاص، وقطع شباب فلسطينيون شارع رام الله في نابلس في محاولة لمنع المستوطنين والجيش من اقتحام المدينة، إلا أن الجنود أطلقوا الرصاص على المتظاهرين دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا. ومن المتوقع أن تقام فعاليات مشابهة ينظمها فلسطينيون ومتضامنون في عدد من العواصم العربية والغربية بمناسبة هذه الذكرى تعبيرا عن ”صمود” الفلسطينيين، ففي مدينة رهط جنوبي إسرائيل، دعت لجنة المتابعة العربية العليا (الكيان السياسي الممثل للعرب) -في بيان لها- الجماهير العربية إلى مسيرة حاشدة ل”التأكيد على التمسك بالأرض”، وفي قرية دير حنا بالجليل نظمت اللجنة المهرجان الرئيسي لهذه الذكرى، سبقتها مسيرة يشارك فيها أعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي، ورؤساء سلطات محلية ونشطاء ومواطنون. وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976 عندما قتل ستة فلسطينيين في داخل الخط الأخضر برصاص إسرائيلي خلال مظاهرات نُظمت آنذاك احتجاجا على مصادرة إسرائيل لآلاف الهكتارات من أراضي السكان العرب وخاصة في منطقة الجليل ذات الأغلبية الفلسطينية، وأعلنت منطقة الجليل إضرابا شاملا دفع الجيش الإسرائيلي إلى اقتحامها واندلاع مواجهات مع أبنائها، وهو ما جعل أحداث عام 1976 تكتسب أهمية كبيرة كونها الصدام الأول بين فلسطينيي الداخل وإسرائيل. ومنذ ذلك الوقت تعتبر معركة الأرض بالنسبة للفلسطينيين مستمرة، نظرا لاستمرار السياسات الإسرائيلية ذاتها الهادفة للاستحواذ على الأراضي الفلسطينية عبر مصادرتها بغرض إقامة المستوطنات اليهودية عليها، بحسب مسؤولين فلسطينيين.