أحيا الفلسطينيون أمس، الذكرى ال39 ليوم الأرض، الذي يجسد لديهم الثبات في الدفاع عن أرضهم ووجودهم. وتعود أحداث هذا اليوم لعام 1976 عندما قُتل 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي، خلال مظاهرات نُظمت آنذاك احتجاجاً على مصادرة إسرائيل لآلاف الدونمات (الدونم يساوي 1000 متر مربع) من أراضي السكان العرب، وخاصة في منطقة الجليل (شمال) ذات الأغلبية الفلسطينية، والتي أعلنت إضراباً شاملاً، دفع الجيش الإسرائيلي إلى اقتحامها واندلاع مواجهات مع أبنائها. ومن المتوقع أن تشهد الأراضي الفلسطينية، فعاليات مختلفة بمناسبة هذه الذكرى تعبيراً عن صمودهم، حيث تقام مسيرات ومهرجانات في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، وأراضي ال48 (داخل إسرائيل)، فضلاً عن فعاليات مشابهة ينظمها فلسطينيون ومتضامنون في عدد من العواصم العربية والغربية، ففي مدينة رهط الواقعة جنوب إسرائيل، دعت لجنة المتابعة العربية العليا (الكيان السياسي الممثل للعرب)، في بيان لها، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، الجماهير العربية إلى مسيرة حاشدة، للتأكيد على التمسك بالأرض. وفي قرية دير حنا، بالجليل (شمال)، ستنظم اللجنة المهرجان الرئيسي لهذه الذكرى، تسبقه مسيرة يشارك فيها أعضاء عرب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، ورؤساء سلطات محلية، ونشطاء، ومواطنون. وفي تصريح لوكالة الأناضول، دعا أسامه العقيبي، رئيس الحركة الإسلامية في النقب (جنوب)، أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل (من يقيمون في إسرائيل)، للخروج في هذه فعاليات إحياء يوم الأرض. وقال إن (رسالتنا للمؤسسة الإسرائيلية هي أننا باقون على هذه الأرض رغم كل المخططات الإسرائيلية التي تبحث عن تهجيرنا من هذه الأرض المباركة). وفي الضفة الغربية، من المرتقب أن تخرج مسيرات مشابهة، دعت إليها فصائل فلسطينية، ولجان شعبية، كذلك الحال في قطاع غزة. واكتسبت أحداث عام 1976 أهمية كبيرة، كونها الصدام الأول بين الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل، مع السلطات. ومنذ ذلك الوقت، تعتبر معركة الأرض بالنسبة للفلسطينيين مستمرة، نظراً لإسْتمرار ذات السياسات الإسرائيلية الهادفة لإبْتلاع الأراضي الفلسطينية عبر مصادرتها بغرض إقامة المستوطنات اليهودية عليها، بحسب مسؤولين فلسطينيين. وتمرّ هذه المناسبة، في وقت يتزايد فيه النشاط الإستيطاني في الأراضي الفلسطينيةبالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أفريل الماضي. الإحتلال يستولي على 85 % من أراضي فلسطين التاريخية وتواصل نهب خيراتها من جهة أخرى، قال تقرير صادر عن الإحصاء المركزي الفلسطيني، إن الإحتلال الإسرائيلي يستولي على 85 % من أراضي فلسطين التاريخية وتواصل نهب المقومات الفلسطينية. جاء ذلك في بيان صحفي صدر عنه أمس بمناسبة يوم الأرض. وتسيطر إسرائيل -بحسب البيان- على 85 % من أراضي فلسلطين التاريخية التي تبلغ مساحتها حوالي 27 ألف كم2، بينما يستغل الفلسطينيون حوالي 15 % فقط من تلك المساحة. وفي ظل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى عدة مناطق، بلغت نسبة الفلسطينيون أكثر من 48 % من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، مما يقود إلى الاستنتاج بأن الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خُمس المساحة التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي من الأرض. وأوضح البيان، أن سلطات الاحتلال قامت منذ العام 1967-2000 بهدم نحو 500 مبنى، وخلال الفترة 2000- 2014 تم هدم 1,342 مبنى في القدس، مما أسفر عن تشريد ما يقارب 5,760 شخص. وتشير البيانات إلى تزايد وتيرة عمليات الهدم الذاتي للمنازل في القدس منذ العام 2000، حيث أقدمت سلطات الاحتلال على إجبار 340 مواطن على هدم منازلهم بأيديهم خلال الفترة 2000-2014، وشهد العام 2010 أعلى عملية هدم ذاتي والتي بلغت 70 عملية، مقابل 49 عملية هدم في العام 2009. وبلغ عدد المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2013 في الضفة الغربية 409 مواقع، أما عدد المستوطنين في الضفة الغربية فقد بلغ 580,801 نهاية العام 2013. ويتضح من البيانات أن 48.5 % من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عددهم حوالي 281,684 مستوطن، وتشكل نسبة المستوطنين من الفلسطينيين في الضفة الغربية 21 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس 69 مقابل كل 100 فلسطيني. حماس تؤكّد رغبتها بالمضي قدما في المصالحة أكد ممثلون عن حماس أن الحركة لن تدير ظهرها للمصالحة الفلسطينية رغم عدم رضاها عما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس أمام قمة شرم الشيخ. وشدّدت حماس على أنها لا تزال في انتظار تحديد موعد للجنة الحل النهائي لحسم الملفات الخلافية، قبل عرضها على رئيس الوزراء رامي الحمد الله. ووفقا لنتائج زيارة رئيس وزراء حكومة التوافق إلى غزة، كان من المتوقع أن تكون لجنة الحل النهائي قد بدأت اجتماعاتها بالفعل، إلا أنها وحتى هذه اللحظة لم تجتمع، وحماس تبدو غاضبة ممن فسره البعض هنا بأنه تلميحا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ضرورةِ التدخل في غزة. ولا تريد حماس، بالرغم من ذلك، إدارة ظهرها للمصالحة، وتدفع لكي يفضي الحراك الفلسطيني الداخلي إلى آليات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في زيارة رئيس وزراء حكومة التوافق لغزة.