هي قصة حقيقية وأبطالها من البيئة التي نعيش فيها حاليا، والضحية فيها ابن معوق حركيا، احتجزه والده وهو جنرال متقاعد بتواطؤ مع والدة هذا الطفل لأكثر من ربع قرن داخل مستودع للقوارب يملكه الجنرال المتقاعد بمدينة شرشال.. تعرض الشاب لأسوء أنواع التهميش والتعذيب النفسي والإهمال العائلي على يد والده الجنرال ”غ.ل”، وهو عميد متقاعد من الجيش الشعبي، والذي قرر بعد 4 سنوات من ولادة ابنه المعوق إخفاءه عن أنظار الجميع واحتجازه في مستودع خاص بالقوارب بمدينة شرشال لمدة فاقت الربع قرن، وتحديدا 28 سنة، وحرمانه من حنان الوالدين والدفء العائلي بهذا المستودع المظلم والبعيد عن الحياة الكريمة التي كان يعيشها أفراد أسرته. وكانت تتكفل بمأكله ومشربه عاملة نظافة بالمستودع، وفي هذا الوقت تحديدا كان يعيش في كنف هذه العائلة طفل آخر تبناه الجنرال بعد أن جلبه من مستشفى مصطفى باشا سنة 1986، ومنحه هوية الابن الحقيقي المعوق حركيا من خلال التزوير واستعمال المزور، ليحل الابن بالتبني محل الابن الحقيقي، على أساس أنه الابن الحقيقي للجنرال، بعدما تم التكفل بجميع وثائق هويته عن طريق التزوير، حيث جرى منح اسم الابن الحقيقي للابن بالتبني. وبعد تفجير الملف على يد ابنة الجنرال، والتي أودعت شكوى قضائية ضد والديها تتهمها فيها باحتجاز أخيها المعوق منذ عشرات السنين، لدى فرقة الدرك الوطني ببئرمرادرايس التي تتبعت القضية وباشرت تحقيقاتها، أين تم التحقق من المستودع الذي وجد فيه الطفل في حالة مزرية. وبعدما جرى استدعاء الجنرال وزوجته رفقة ابنهما بالتبني للتحقيق معهم، لم يجد الأبوان مفرا من الاعتراف بالجرائم المنسوبة إليهما، خصوصا بعدما طلب منهما الموافقة على إجراء تحاليل الحمض النووي للإبنين. وقد أمر قاضي التحقيق بمحكمة بئرمرادرايس بإرسال المستندات للنائب العام بمجلس قضاء بالعاصمة الذي أخطر بدوره غرفة الإتهام لتبث في القضية. حقيقة احتجازه في مستودع للقوارب منذ 28 سنة الإعاقة الحركية تسببت منذ 28 عاما في ضياع مستقبل نجل جنرال متقاعد.. حرمته من حنان أبوين، فضلا عن التخلي عنه بسبب علة حركية خلقه الرحمان بها لاختبار صبر هذين الزوجين، اللذين قررا بعد 4 سنوات من ولادة طفلهما التخلي عنه واحتجازه في مستودع للقوارب بمدينة شرشال.. وكلفا عاملة نظافة بتفقده بين الحين والآخر. من يسمع هذه القصة أو يقرأها في صفحات الجرائد يظن للوهلة الأولى أن جلادي هذا الطفل غرباء عنه ولا يمتون له بصلة.. ابنة الجنرال تنتفض دفاعا عن أخيها المعاق قررت ابنة الجنرال المتقاعد بعد طول انتظار أن ترفع شكوى ضد والديها تتهمها فيها باحتجاز أخيها المعوق، حيث اصطحبته لمحكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، وتوجهت لمكتب النيابة لحماية أخيها من الاحتجاز مرة أخرى، ولفتح ملف بدافع محاكمة المتورطين في إخفائه، وهما والداه الشرعيين. وهبا هويته لطفل آخر لم يكتف الوالدان باحتجاز ابنهما المعاق ولم يتوقفا عند هذا الحد، بل قاما بوهب هوية ابنهما الحقيقي لابنهما بالتبني. الجنرال المتقاعد قام رفقة زوجته بإخفاء فلذة كبدهما واحتجازه طوال أكثر من ربع قرن داخل مستودع لأنه معوق حركيا منذ نعومة أظافره، ثم قاما بعد ذلك بتبني طفل تم جلبه من مستشفى مصطفى باشا، ومنحه هوية الابن الحقيقي، من خلال التزوير واستعمال المزور. ليحل الابن بالتبني محل الابن الحقيقي، وينعم بمكانته اجتماعيا وعاطفيا وحتى إداريا، حسب ما صرح به الجنرال المتقاعد وزوجته أمام قاضي التحقيق لدى محكمة بئرمرادرايس ومحققي الدرك الوطني، الذين حركوا تحرياتهم في القضية بعد تلقي شكوى من ابنة الجنرال المتقاعد، فإنه قام بتبني طفل آخر بعد أربع سنوات من ولادة ابنهما المعوق، ليتم إخفاء الابن الحقيقي لتمهيد الطريق أمام ابنهما بالتبني ليأخذ مكان الأول، أين تم تسجيله على أساس أنه الابن الحقيقي بغرض إخفاء معالم الجريمة، من خلال تقديمه على أنه ابنهم البيولوجي. زوجة الجنرال: ”خوفا على تعرض ابننا بالتبني للضغوطات قررنا إخفاء الحقيقة” زوجة الجنرال صرحت في إفادتها خلال مراحل التحقيق، أن خوفها من تعرض ابنها بالتبني إلى ضغوطات من طرف الشارع، قررت رفقة زوجها إخفاء فلذة كبدها عن المجتمع 28 سنة في مستودع القوارب كونه معوقا لا يقوى على الحركة.. أين خلف مكانه طفل تبنيناه منذ سنة 1986 على أساس أنه الابن الحقيقي للجنرال، بعدما تم التكفل بجميع وثائق هويته عن طريق التزوير، حيث جرى منح اسم الابن الحقيقي للابن بالتبني. القضية التي تورط فيها المجاهد والعميد المتقاعد في صفوف الجيش الوطني الشعبي ”غ.ل” تم تكييفها على أساس جريمة تزوير واستعمال المزور وجناية الحيلولة دون التحقق من شخصية طفل، ويستخلص من تفاصيل هذا الملف. أخفياه في مستودع للقوارب.. وأضاف المتهمان، خلال التحقيق معهما، أنهما قاما بإخفاء فلذة كبدهما في مستودع للقوارب يملكه الجنرال المتقاعد بمدينة شرشال، أين تم تكليف عاملة نظافة بتفقد أحواله وإطعامه والتكفل به يوميا، إلى غاية وصول معلومات إلى فرقة الدرك الوطني ببئرمرادرايس التي تتبعت القضية وباشرت تحقيقاتها، أين تم التحقق من المستودع الذي وجد فيه الطفل في حالة مزرية. وبعدما جرى استدعاء المشتبه فيهما رفقة ابنهما بالتبني للتحقيق معهم، لم يجد الأبوان مفرا من الاعتراف بالوقائع المنسوبة إليهما، خصوصا بعدما طلب منهما الموافقة على إجراء تحاليل الحمض النووي للابنين، الحقيقي وبالتبني.. إلا أن الغريب في هذه القضية أن هذا الطفل المعوق وشقيقته اختفيا عن الأنظار منذ تحريك القضية.