شهدت شوارع مدينة تيزي وزو، أمس، مسيرة حاشدة قادها كل من الأرسيدي وأنصار حركة ”الماك”، بتعداد يتجاوز 5 آلاف متظاهر، وذلك تزامنا مع الاحتفال بالذكرى ال35 لأحداث الربيع الأمازيغي، وهذا بغية تكرار مطلب ترسيم الأمازيغية في التعديل الدستوري الجديد، إلى جانب احترام الحريات وتكريس الديمقراطية. كانت المسيرة التي انطلقت من الجامعة المركزية حسناوة، قد تصدرها الأرسيدي، بقيادة رئيسه محسن بلعباس، إلى جانب حضور أنصار الحزب الذين ساروا في الشارع الكبير ”لعمال أحمد”، مرورا بالقرب من ملعب أول نوفمبر، إلى غاية دار الثقافة مولود معمري، حيث حاول بعض المتعاطفين استفزاز مدير الثقافة الذي يعد أحد نشطاء الحركة الأمازيغية البريرية، وبعده مقر الولاية، حيث ألقى رئيس الأرسيدي كلمته مطالبا فيها بترسيم الأمازيغية، وبالتغيير الجذري، ورافع لصالح دولة القانون والديمقراطية الحقيقية وترقية حقوق الإنسان. وأشار الأرسيدي الذي رفع شعارات عدة على غرار ”نريد الأمازيغية لغة رسمية”، و”لا للنظام الحالي”، و”أين هي الديمقراطية الحقة”، إلى أن ما يسمى ”الربيع العربي” دمر بلدانا بالكامل بعدما فبركه الغرب بتواطؤ من جهات أخرى. وقال بلعباس، في حضور السيناتور أخربان محمد، وإطارات الحزب، أن الذكرى ال35 للربيع الأمازيغي، هي فرصة للجزائريين من أجل التنديد بممارسات السلطة ضد الأحزاب والجمعيات والحريات الفردية والجماعية وحرية الصحافة. وقد تفرق أنصار الأرسيدي في هدوء، دون إحداث مناوشات أو أعمال شغب، وهو الجو الذي ميز أيضا مسيرة أنصار فرحات مهني، الذي دعا أتباع حركته إلى مسيرة 20 أفريل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انطلاقا من جامعة مولود معمري، حيث خاطبهم من فرنسا عبر الشاشة. وقد خرج أنصار ”الماك” في مسيرة وهم يرفعون علم الحركة الجديد انطلاقا من جامعة حسناوة، وجابوا الشارع الكبير ”عبان رمضان”، إلى غاية مقر البلدية القديم الذي تحول إلى متحف مدينة تيزي وزو، حيث ألقى نشطاء الحركة كلمتهم مطالبين بترسيم الأمازيغية ومقاطعتهم لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، وأعلنوا عن تأسيس ”الماك” لمهرجان منطقة القبائل عاصمة للثقافة الأمازيغية، منددين بالمضايقات التي لحقت بعض أعضائه مؤخرا.