انطلقت الأسبوع الماضي، ببهو المسرح الروماني لموقع خميسة الأثري بسوق اهراس، فعاليات شهر التراث تحت شعار ”التراث والإقليم”، والتي جرت في أجواء ميزتها أنغام الزرنة والبندير وأغاني فلكلورية وطلقات بارود الخيالة، وستتواصل الأخيرة إلى غاية 18 ماي القادم. وكانت هذه التظاهرة التي بادرت إلى تنظيمها مديرية الثقافة بالتنسيق مع كل من مديرية السياحة والصناعة التقليدية والتكوين والتعليم المهنيين وفرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحلية، فرصة لزوار هذا الفضاء الأثري لأخذ صور تذكارية وسط الفرسان وطلقات البارود، وقد جلب المعرض المنظم بهذه المناسبة اهتمام السلطات المحلية التي أشرفت على افتتاح هذه التظاهرة، حيث طافت عبر أجنحة معرض الصناعة التقليدية والأثرية والتراثية لمنطقة ”طاغست” سوق أهراس، مثل اللباس التقليدي وصناعة الزرابي والحلويات والأكلات الشعبية والفخار وكتب وصور فوتوغرافية للمواقع الأثرية بالولاية وقطع أثرية. وشارك في هذه الأجنحة أزيد من 20 عارضا وعارضة من حرفيي المدينة ومن متربصي مراكز التكوين المهني، حيث نالت هذه المعروضات إعجاب المواطنين لاسيما الزربية التي تسعى المرأة السوقهراسية إلى المحافظة عليها، على غرار زربية الراقوبة نسبة إلى إحدى البلديات القريبة من مداوروش، وهي الزربية التي تتميز بكثرة ألوانها وانسجامها المتقن بأشكال ورموز تحمل الكثير من الإيحائية، في لوحة فنية تؤرخ لعراقة وأصالة تعود إلى حقب زمنية غابرة، وتم التأكيد خلال هذه التظاهرة على ضرورة تكوين وتوجيه الحرفيين وتشجيع أصحاب المشاريع في هذا المجال لضمان تسويق منتجاتهم المختلفة والمساهمة في حماية الصناعة التقليدية من الاندثار، وبالمناسبة أكد مدير فرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحلية على أهمية استغلال مثل هذه المواقع الأثرية في احتضان مختلف التظاهرات الثقافية والفنية، مشيرا إلى أنه تم تقديم اقتراح لاستغلال موقعي كل من خميسة ومادور من خلال استحداث فضاءات للترفيه والتسلية وأخرى لألعاب الأطفال وتنصيب خيم على شكل أكشاك لبيع منتجات حرفية وتقليدية وفتح كافيتيريا بكل من خميسة ومادور. يذكر أن الموقع الأثري لخميسة الذي كان يطلق عليه اسم ”ثيبيرسيكو نوميداروم” شيد على ربوة وهو عبارة عن مدينة نوميدية تحولت إلى بلدية في القرن الثاني للميلاد في خلال فترة الإمبراطور ”تراجان”، ومن ثمة إلى مستعمرة شرفية أو فخرية في القرن الثالث للميلاد، وتضم هذه المدينة المتربعة على مساحة تقدر ب 65 هكتارا، بقايا لمعالم رومانية هامة، على غرار المسرح والكنيسة القضائية الكبرى القديمة ذات الأعمدة والساحة الواقعة بشرق الربوة.