أصدر، أمس، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، قرارا أعفى بموجبه أخاه الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، بناء على طلب هذا الأخير، واختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية. ووُصفت هذه الأوامر الصادرة، فجر أمس، بأنها ”كالعاصفة” نظرا للتغييرات السريعة والقوية والجذرية التي أحدثتها ورسّخت بموجبها أقدام الجيل الثاني من نسل الملك عبد العزيز في هرم السلطة بالمملكة. كما تضمنت الأوامر قبول طلب وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل (أقدم وزير خارجية في العالم بمدة 40 سنة)، وإعفاءه من منصبه لظروف صحية، وتعيين سفير السعودية بواشنطن عادل الجبير (الذي كان يشغل منصب سفير السعودية في واشنطن) خلفا له. وتضمنت القرارات أيضاً، تعديلات وزارية، شملت تعيين منصور بن مقرن، نجل ولي العهد السابق، مستشاراً للعاهل السعودي بمرتبة وزير، وتعيين خالد بن عبد العزيز الفالح، وزيراً للصحة، خلفاً للوزير أحمد بن عقيل الخطيب (الذي أُعفي من منصبه في 10 أبريل الجاري)، وتعيين مفرج الحقباني وزيراً للعمل خلفاً لعادل فقيه الذي عينه وزيراً للاقتصاد والتخطيط بدلاً من محمد الجاسر، الذي أصبح مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير. كما تم تعيين حمد بن عبد العزيز السويلم رئيساً للديوان الملكي بمرتبة وزير خلفاً لمحمد بن سلمان الذي كان يشغل هذا المنصب. وكان الأمير محمد بن نايف (56 سنة) قد اختير ليقود مستقبل المملكة عندما عين في يناير وليا لولي العهد، في قرار حسم مسألة الانتقال إلى ”الجيل الثاني”، أي أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز. ويأتي قرار إعفاء الأمير مقرن، الذي كان يفترض أن يكون آخر الملوك من ”الجيل الأول”، ليسرع أكثر مسألة الانتقال إلى الجيل الجديد من آل سعود. جدير بالذكر أن الأمير محمد قد نجا من محاولة اغتيال نفذها انتحاري ينتمي للقاعدة وادعى أنه يريد مقابلته ليعلن له توبته. وقال مصدر خبير بشؤون الحكم في المملكة إن الأمير محمد تخصص في شؤون مكافحة الإرهاب بتعاون وثيق مع المخابرات الأمريكية، كما درس في معهد محلي للمخابرات في مدينة الطائف. وتلقى الأمير محمد دروسه الأساسية في جامعة أمريكية، حيث تخصص في العلوم السياسية. وشغل الأمير محمد منصبه الرسمي الأول عام 1999 عندما عين مساعدا لوزير الداخلية. وقد قاد حرب السعودية على المتطرفين الإسلاميين في الداخل، ونجحت جهوده في تقويض نشاط القاعدة في المملكة، ما دفع بالتنظيم إلى التحصن في اليمن المجاور، حيث تم عام 2009 دمج الفرعين اليمني والسعودي في ما بات يعرف بتنظيم ”قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”.