انتقد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، زكي حريز، أول أمس بوهران، على هامش مواصلة الحملة الوطنية تحت شعار ”لنستهلك جزائري”، أن سياسة الدولة المنتهجة في تسيير العديد من القطاعات وراء هروب المستهلك نحو البضاعة الأجنبية. وأضاف حريز قائلا ”نحن من ساعدنا في قتل صناعتنا وإنتاجنا الوطني”، مشيرا إلى أنه في سنوات السبعينيات والثمانينات كان هناك قطاع النسيج وصناعة الأحذية والجلود، لكن للأسف - يقول - حدث فراغ وتوقفت الصناعة وانهار الاقتصاد الوطني بعد إفلاس الشركات الكبرى العاملة في العديد من القطاعات، وتحول العمال بالآلاف إلى بطالين، وهو ما جعل المواطن ينبهر بالمنتجات الأجنبية وبكل ما هو مستورد، بعدما كان مرتبطا ارتباطا كبيرا بالإنتاج المحلي الوطني. وأوضح في تصريح ل”الفجر” أنه ”عندما عدنا لإعادة تحريك قاطرة إنتاج تلك المصانع، كان العمال من ذوي الكفاءات والمؤهلات قد غادروا”، مؤكدا أن المشكل المطروح اليوم ناتج عن نقص الخبرة والتكوين في معاهد التكوين المهني، مضيفا أن الأمر أصبح يتطلب التأكيد على قضية تثمين المنتوج الوطني، ”بعدما أصبح الحليب يرمى والطماطم ترمى والبرتقال ومنتوجات فلاحية أخرى ترمى في المزابل بعد تخزينها للمضاربة فيها بالرغم من أن المواطن بحاجة إليها”. وفي السياق ذاته أوضح المتحدث أننا نستهلك 95 بالمائة من المنتجات الأجنبية، في حين لا ننتج إلا 25 بالمائة من حاجياتنا الاستهلاكية، وذلك ما يؤكد أن اقتصادنا هش، وهو أمر مقلق يقول حريز ويتطلب العمل الكثير، مع تضافر جهود كل العاملين والمستثمرين للخروج من المشكل المطروح والمتمثل في عجز الإنتاج المحلي عن مواكبة متطلبات المستهلك، داعيا إلى ضرورة وضع مخطط استراتيجي واضح المعالم لإخراجنا من الوضعية الحرجة التي نعاني منها والمتمثلة في غياب الإقبال على الإنتاج الوطني.