اتهم الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، بعض الأطراف بالتحامل على المعارضة من أجل إضعافها وإقصائها، بالرغم من أن الوضع الكارثي للبلاد يستدعي اللحمة الوطنية، من أجل القضاء على سرطان الفساد وإخراج البلاد من عنق الزجاجة ومن سيطرة زمرة من الأشخاص العابثين بمصيرها، وبتأييد بعض الأطراف الخارجية التي تبحث عن مصالحها وتضحي بأي نظام من أجل ذلك، على حد تعبيره. وانتقد الأمين العام للحركة الأستاذ محمد ذويبي، خلال تجمع شعبي بمدينة باتنة، الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد، الكارثي بالرغم من الخيرات والثروات والقدرات وخبرة كوادرها، والذي لا يمكن السكوت عنه، لأن من يلتزم الصمت مشارك في جريمة ضد الدولة الجزائرية، موضحا أن ما يجري للجزائر مبرمج له من أجل إدخالها في دوامة حقيقية، لتفكيك ما تبقى من الدولة، خدمة لمصالح شخصية ونزوات أفراد وجماعات تصل بالجزائر إلى نقطة اللارجوع، خاصة عندما تفتعل الأحداث والقلاقل السياسية لإلهاء الرأي العام وعدم تركه يركز حول ما يجري على هرم الدولة من فراغ مؤسساتي ودستوري وممارسات تفتقد لثقافة الدولة في قراراتها حول مختلف القضايا الاستراتيجية في البلاد. كما اتهم الأمين العام للنهضة، بعض الأطراف بضرب المعارضة من خلال التشكيك في نواياها حول مساعيها في إخراج البلاد من عنق الزجاجة، خاصة عندما يتعلق بالحوار الذي يراد به توريط الكل في إطار التوظيف السياسي، متسائلا عن تخوف السلطة من فتح الحوار وإشراك المعارضة في الشأن الداخلي، بالرغم مما يجري على الحدود المشتعلة والأوضاع الإقليمية الملتهبة، سبب رئيسي من أجل تقوية اللحمة الداخلية لمواجهة ما يعد للجزائر مستقبلا، محذرا من مخططات الغرب لن ترحم أحدا، حيث أنهم ضحوا بأقرب أنظمة كما قال ذويبي إنه ”انتهى زمن التوظيف السياسي للنخبة السياسية والاجتماعية والإعلامية، فإما أن يكونوا شركاء في بناء هذا الوطن والمسارعة لتجنيب البلاد مخاطر محدقة، أو تحمل تبعات قراراتهم الفردية بعد تعطيلهم لقرارات مؤسسات الشرعية للدولة، في الوقت الذي سكتت فيه المعارضة بالأمس على التجاوزات التي كانت تمارسها السلطة بسبب الوضع الأمني الذي تمر به البلاد ومحاربة الإرهاب”، لكن اليوم - يضيف - لم يبق مبرر لذلك وعليها أن تفهم الرسالة جيدا، لأن هيكل الدولة بدأ ينخر من الداخل وهي من علامات أمراض تفكك الدول ومنها تعيمم الفساد أفقيا وعموديا، بتجميع قرارات الدولة والقرار الاقتصادي وثروة الدولة في أيدي أشخاص، وظهور بوادر أزمة الشرعية. كما أشاد ذات المتحدث ببعض الإطارات النزيهة المسيرة داخل دواليب الدولة، والتي لا تنتمي لأحزاب، بل حزبها الوحيد هو الجزائر ورسالة الشهداء، مشيرا إلى أنها تموت في صمت من ألم الفساد المستشري، وتصارع الآلة الجهنمية للفساد تحت ضغط كبيير من أجل الانخراط في مسعى الفساد وقراراته، داعيا القائمين على الشأن العام إلى إدراك خطورة ذلك والعواقب التي ستنجر عنها، في ظل غياب ثقافة الدولة وتحكم لوبيات في مفاصل الدولة، محملا للجهات النافذة في السلطة مسؤولية رهن البلاد بشرعية التزوير والفساد لتسلم ثروات البلد لأشخاص، مع رهن قراراته السيادية الاقتصادية، وهو ما ترفض الحركة أن يحدث للجزائر كما حدث لدول انهارت بسبب هذا المشروع الخطير.