عادت مهازل التسريبات لمواضيع الامتحانات الرسمية لتبرز مع أول يوم من امتحانات شهادة التعليم المتوسط، وبشكل مكثف بعد أن روجت ليلة الامتحان أطراف مجهولة مواضيع مزيفة ومغلوطة لأغلبية المواد الممتحن فيها، وهذا قبل أن يفعل 3 جي فعلته في صبيحة الامتحان، مرة أخرى من خلال تسريب مواضيع من قاعات الامتحانات بدقائق من توزيع الأسئلة، وهذا رغم أن حظ أكثر من 542 ألف مترشح لامتحانات الطور المتوسط في أولى أيامها جيد بعدما أبدى العديد منهم رضاهم عن الأسئلة المطروحة التي كانت في المتناول في ظل افتقارها لأية أخطاء. وسرعان ما انطلقت أولى دقائق امتحان مادة اللغة العربية، اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات بعض الأطراف على أنهم تلاميذ يمتحنون ”البيام” أين طالبوا بالمساعدة في حل موضوع مادة العربية الذي نشر قبل مرور نصف ساعة من الامتحان، بالقول ”أرجو الحل بسرعة”، لتنتقل بذلك عدوى ”الباك” إلى امتحان ”البيام”، بعد ظهور فضائح تداول الأسئلة وإجاباتها ما بين التلاميذ على فايسبوك، حيث تم استغلال ”3 جي”، هذا في الوقت الذي شكك فيه الأولياء الذين التقينا بهم أمام مركز خير الدين باربروس بأن هناك تواطئ من الأساتذة متهمين إياهم بالتورط في تسريب المواضيع من القاعات عبر الفايسبوك، خاصة وأن موضوع مادة الفيزياء طرح على الفايسبوك قبل توزيعه على التلاميذ. ويأتي هذا فيما تمكن تلاميذ شهادة التعليم المتوسط من تبادل حلول اللغة العربية على ”فيسبوك”، حيث ظهرت صور امتحان اللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والفايسبوك تحديدا، ويتبادل التلاميذ الحلول فيما بينهم عن طريق التعليقات، دون أدنى رقابة، رغم أن بعض المرشحين وفي مركز ابن الناس بحي أول ماي بالعاصمة أكدوا أن الحراسة مشددة و5 أساتذة يتداولون على القاعة منهم 4 دائمين بعد تحرك وزارة التربية لوضع حد لظاهرة تسريب مواضيع الامتحانات الوطنية عن طريق تقنية الجيل الثالث، وتهديدها بفرض إجراءات عقابية شديدة لجميع التلاميذ المحاولون للغش بأي طرق كانت، وصولا إلى معاقبة الأساتذة المتورطين في ترويج أسئلة الإمتحان وكذا المراقبين المتسامحين مع التلاميذ، إلا أن تعليمات الوصاية ضربت عرض الحائط وإقصائها ل456 مترشح للبكالوريا ما بين النظاميين والأحرار، وإعلانها عن إحالة الأساتذة على مجالس التأديب لم يضع حدا لمنع حدوث حالات الغش في ”البيام”. هذا وما ميز أيضا هذا الامتحان هو تداول مواضيع مغلوطة لكل المواد الممتحن فيها عشية انطلاق الامتحان الرسمي، بداية بالغة العربية التي روجت مواضيع على موضوع المياه، في حين أن الموضوع الحقيقي كان على التدخين ونفس الشيء بالنسبة للفيزياء، والرياضيات والتربية المدنية والتربية الاسلامية، حيث عرفت رواجا على الفايسبوك، في ظل تأكيد الوزارة على التحرك لكشف المتورطين بالتعاون على مصالح الدرك والشرطة. وذهبت بذلك تطمينات وزيرة التربية نورية بن غبريط في مهب الريح خاصة وأنها وعدت عشية الامتحان بعدم تكرار سيناريو الغش الذي قصف بامتحان شهادة البكالوريا، خاصة وأن الأمر الذي يثير التسائل أن أغلبية المترشحين أكدوا أن المواضيع المطروحة كانت سهلة وأبدى العديد منهم رضاهم عن الأسئلة المطروحة التي كانت في المتناول حتى بالنسبة للتلاميذ المتوسطين، حيث وصفو أسئلة مادة اللغة العربية بالسهلة التي يعولون عليها كثيرا في الحصول على علامات على الأقل أكثر من 10، والانطباع نفسه بالنسبة لمادة الفيزياء التي وصفوا تمارينها بالسهلة غير الصعبة التي رأوا أن حتى التلميذ ذي المستوى المتوسط يجيب عليها دون صعوبة. ويأتي هذا فيما لم يواجه في الصبيحة المترشحون أي مشاكل أو أخطاء في الأسئلة مثلما ما حدث مع مترشحي امتحان البكالوريا العلميين في مادة اللغة العربية بسبب خطأ في اسم الشاعر الذي أثار ضجة كبيرة.